ويحكي الفيلم قصة تاجر مغربي يستغل فترة إقامته بالسينغال ويتزوج من فتاة من أب فرنسي وأم سينغالية. ورغم أن زواجهما كان عبارة عن زواج متعة، حيث يمنح هذا الأمر للمقيمين المسلمين من الزواج في إطار الشرع والقانون مدة محددة، حتى يتجنب المسلم الوقوع في الخطيئة والمعصية. غير أنّ التاجر المغربي سيعيش علاقة حب جميلة، لم يستطع نسيانها، لهذا يقرر اصطحاب زوجته صوب المغرب. ففي هذه المرحلة، تجد « أناطو » نفسها موزعة بين حضارتين مختلفتين يتصارعان فيما بينهما. بما يجعل الكاميرا تتوغّل في مسام بنية تفكير المجتمع وترصد نظرة الناس إلى الأجنبي، خاصّة حين تتقاطع العادات والتلاقي وتصبح مسألة الهوية أمراً ضرورياً بالنسبة للشعوب، حتّى تحافظ بعضاً من ملامحها الحضارية.
ورغم ذهاب بوبكدي إلى السينما، بعيداً عن الصورة التلفزيونية التي انطبع بها مسارها الفنّي، فإنّ الهاجس التراثي المتعلقّ بعنصري التاريخ والذاكرة يحضران بقوّة فيلمها السينمائي هذا الذي حصد العديد من الجوائز داخل المغرب وخارجه. والحقيقة أن مثل هذه اللقاءات الفنية تساهم بعمق في تغذية النقاش بين صاحبة الفيلم وجمهورها، إذْ تُتيح هذه النقاشات المباشرة مع أهل السينمائية من تكريس السينما كدعامة بصريّة قويّة قادرة على تحقيق تواصل فعّال، بعيداً عن المُشاهدات الفردية. ذلك أنّ النقد يستفيد بشكل أقوى من هذه النقاشات المحمومة بالفنّ والجمال والقادرة على خلق نقاش حقيقي ينقل الفيلم من مشاهدته السطحية الترفيهية، صوب فضاءٍ للتفكير والحلم.