تأتي قيمة هذا الكتاب في كوننا لا نعثر على دراسات نقدية تتناول السينما الكولونيالية بالدرس والتحليل. ذلك إنّ غياب هذه الدراسات يعود بالأساس إلى غياب مختبرت حقيقية تتبنى هذا الطرح المعرفي الصعب الذي يفرض على الباحث أنْ يكون ملمّاً بالدراسات التاريخية وفكر الصورة وتمثلاتها السينمائية، فضلاً عن ضرورة استحضار الأرشيف الذي يعد أوّل خطوة منهجية للتفكير فيما يُمكن تقديمه هذا المجال. وحسب الباحث « يُقدّم هذا الكتاب دراسة معمقة حول السينما الكولونيالية، مسلطًا الضوء على كيفيات تمثل شمال المغرب، أو ما يُعرف بالمنطقة الخليفية، في الأفلام الإسبانية والفرنسية خلال فترة الحماية ».
وحسب توطئة الكتاب فإنه يقوم على « تحليل دقيق للأرشيف السينمائي، إذْ يُبرز الكتاب الدور الذي لعبته الصورة السينمائية في تشكيل تصورات المستعمِر والمستعمَر، ومدى تعقيد العلاقة بين الخطاب السينمائي والإيديولوجيا الاستعمارية.وقد استطاع المؤلف محمد سعيد الدردابي أن يربط بين الشكل السينمائي والسياق الجيوسياسي والثقافي الذي أنتج هذه الصور، مما يجعل من هذا الكتاب مرجعًا نوعيًا في دراسات ما بعد الاستعمار، وفي تحليل علاقة السينما بالتاريخ« .




