واعتبر عدد من المغاربة بأنّ هذه الجائزة تأتي في سياقها الصحيح لكونها قُدّمت لفنانة من حجم كبير. إنّها فنانة استطاعت على مدار سنوات طويلة أنْ تظلّ محافظة على كرامتها وعلى نوعها الغنائي المُلتزم بقضايا الناس. فقد استطاعت صاحبة « أنا رح غنيك » أنْ تكون صامدة في وجه القهر الذي كانت الأنظمة القمعية تمارسه على الحركات الغنائية الطليعية التي تتعامل مع الأغنية بنوع من التسلط. لم تخبو يوماً شرارة الخليل بل ظلّت إلى جانب مارسيل خليفة يمثلان النموذج الفني الأكثر تماسكاً بالعالم العربي. غير أنّ شهرة الخليل لا ترتبط باسم مارسيل خليفة، وإنما بسبب صوتها القويّ الذي بدا للمستمع منذ أوّل أغنية لها وهي صغيرة مختلفاً ومميزاً داخل ساحة غنائية تتكاثر فيها الأصوات التي بقيت إلى اليوم مجرّد أصوات عادية لا تثير الانتباه.
ويأتي هذا التتويج من طرف مهرجان أليغريا، وعياً من إدارة المهرجان بقيمة الفنانة ومكانتها التي تجاوزت 40 سنة من الغناء في رحابة المسارح العالمية. ناهيك عن كونها أحد أعمدة الأغنية الملتزمة المؤثّرة في وجدان المستمع بالعالم العربي ككل. وتُعرف أميمة الخليل في كونها فنانة صاحبة مواقف سياسية قوية رغم أنها لا تنتمي إلى أي حزب، بل تؤمن أنّ الفنان جزء لا يتجرأ من المجتمع. وبالتالي، فهو مدعو دائماً إلى الدخول في نقاشات حقيقية حول المجتمع انطلاقاً من عالم الفنّ.