تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يتيح للطلبة والباحثين إمكانية التعرّف على علم الأنثروبولوجيا وفهم الإمكانات المعرفية التي يقدمها هذا العلم بالمقارنة مع علوم أخرى. ورغم ما يبدو من اهتمام بهذا العلم على مستوى اللقاءات والاصدارات، فإنّه ما يزال لم يحظى بأهمية بالغة داخل الجامعات والمعاهد مقارنة ببعض العلوم والمعارف. تُقدّم الأنثروبولوجيا معرفة دقيقة بالإنسان وترصد مراحل تطوّر فكره وعلاقته بالمجتمع. وبالتالي، فهي علم له أهميته ومكانته داخل العلوم الأخرى، إذْ رغم أنّه يهتم بالماضي، فإنّه يعطي لنفسه مساحة لتأمّل الحاضر والبحث عن إمكانات مغايرة للتفكير في بعضٍ من القضايا والإشكالات ذات صلة بهذا الواقع. وقد استطاع صاحب « المغرب القروي » عبر سلسلة من المحاضرات أنْ يُعرّف بآفاق هذا العلم ومكانته العلمية.
ينتمي حسن رشيق إلى فئة قليلة من الأسماء الفكرية التي جعلت من الأنثروبولوجيا مختبراً للتفكير في العديد من القضايا المتصلة بالمغرب. فقد استطاع عبر مؤلفات من قبيل « المقدس والتضحية في الأطلس الكبير » و »القريب والبعيد: قرن من الأنثروبولوجيا في المغرب » و »السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا في البادية المغاربية ». وهي مجموعة من المؤلفات التي استمّد رشيق أفكارها ومفاهيمها ونظرياته من العمل الميداني الذي يُعدّ أوّل شرط لتحقيق فعل الكتابة.




