أجواء انطلاق الدورة الرابعة من تظاهرة «ليلة المتاحف والفضاءات الثقافية» بالرباط

مهدي قطبي إلى جانب كل من الوزيرين سعد برادة وعز الدين الميداوي

في 27/06/2025 على الساعة 07:00

فيديوانطلقت، مساء الخميس 26 يونيو بالمتحف الوطني للحلي بقصبة الأوداية في الرباط، الدورة الرابعة من تظاهرة «ليلة المتاحف والفضاءات الثقافية»، التي أصبحت موعدا أساسيا في الأجندة الثقافية المغربية، تحت شعار «الشباب المغربي الحارس الأمين لتراث الغد».

وشهد هذا الحدث حضور مستشار الملك، أندري أزولاي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، إلى جانب شخصيات بارزة من مشارب مختلفة.

وتميزت هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بافتتاح معرض « قفطان الأمس، نظرة اليوم »، الذي يشكل حوارا بين التراث والنسيج التقليدي والإبداع المعاصر.

ويعرض المتحف الوطني للحلي من خلال مجموعة مختارة من قطعه النادرة تاريخ القفطان المغربي، إلى أن أصبح يحظى بمكانة مرموقة في عالم الموضة الراقية.

وفي هذا السياق، مزجت تصاميم مصممة الأزياء المغربية الشهيرة فضيلة الكادي، بين البراعة الحرفية والخطوط المعاصرة، لتجسد حيوية عريقة منفتحة على العالم.

ويربط المعرض بين الإبداع الحالي والإرث الغني، مسلطا الضوء على الحرف المتوارثة، والعمق الرمزي للزخارف، في تكريم لذاكرة الزي التقليدي باعتباره لغة حية ومعبرة.

وأكدت الكادي، في هذا الصدد، أن المعرض يمثل حوارا بين القفطان التقليدي والمعاصر منه، مضيفة أنها استلهمت إبداعاتها من مختلف جهات المملكة.

كما شددت على أهمية الحفاظ على التراث وحماية الموروث الثقافي الوطني، لافتة إلى أنها أسست لهذا الغرض مدرسة للتطريز تكون فيها شبابا من أوساط هشة في مهن فنون التطريز.

من جهته، أوضح مفوض المعرض، أمين بوسحابة، أن « قفطان الأمس، نظرة اليوم » يضم قفاطين قديمة من المجموعة الرائعة للمتحف، يعود بعضها إلى القرن الثامن عشر، إلى جانب تصاميم معاصرة لفضيلة الكادي، تتميز بغنى الأقمشة والإبداع الفني.

وأشار إلى أن المصممة المغربية تعد « سفيرة رائعة » للأزياء المغربية والصناعة الوطنية في مجال الحرف اليدوية، ولا سيما فن التطريز، مسجلا أنها تسهم بشكل فعال في إشعاع التراث الثقافي المغربي على الصعيدين الوطني والدولي.

كما أبرز بوسحابة أن جزءا من المعرض خصص لمدرسة تلقين فنون التطريز بمدينة سلا، التي أسستها فضيلة الكادي، وتقدم فيها تكوينا مجانيا لفائدة شباب من أحياء فقيرة، من أجل مواكبة التميز في التطريز الذي تتطلبه الأزياء الراقية، على الصعيدين الوطني والدولي.

وتنظم الدورة الرابعة من « ليلة المتاحف والفضاءات الثقافية » من قبل المؤسسة الوطنية للمتاحف، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومؤسسة حديقة ماجوريل.

واستضاف متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، مساء اليوم نفسه، حفل افتتاح المعرض الدائم « آفاق متحركة: مائة عام من البحث الفني في المغرب (1920-2020) »، وذلك في إطار النسخة الرابعة لفعالية « ليلة المتاحف والأروقة الفنية »، التي تنظمها المؤسسة الوطنية للمتاحف بشراكة مع عدد من المؤسسات الثقافية.

ويقدم هذا المعرض، الذي ينظمه المتحف بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، بانوراما شاملة لتطور الفن المغربي عبر قرن من الزمن، من خلال أكثر من 300 عمل فني منتقى من مقتنيات المؤسسة، موزعة على ستة محاور كبرى، تغطي الحركات والتجارب والمدارس التي بصمت مسار الفن التشكيلي المغربي.

وينقسم المعرض، الذي قدم لوحات وأعمالا لرواد الفن المغربي، من أجيال مختلفة، إلى ستة أروقة تتناول بدايات الحداثة، ثنائية الحداثة والتقاليد، ملتقى التجارب، الحركة الحروفية، التصوير المعاصر، ثم التجريد والهندسة، وذلك في عرض سينوغرافي متكامل يتيح للزائر تتبع المسار الإبداعي للفن في المغرب.

وعلى هامش افتتاح المعرض، جرى التوقيع على اتفاقية شراكة ثلاثية بين كل من المؤسسة الوطنية للمتاحف، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وتهدف هذه الاتفاقية، إلى ترسيخ الثقافة المتحفية داخل الفضاءات التربوية والجامعية، عبر تمكين التلاميذ والطلبة من الولوج مجانا إلى المتاحف الخاضعة لوصاية المؤسسة الوطنية للمتاح، وتنظيم زيارات موجهة للتلاميذ والطلبة، وتطوير برامج بيداغوجية تكوينية مشتركة في مجال تاريخ الفن والتراث، وتعزيز حضور الثقافة البصرية في المناهج التعليمية.

يشار إلى أن فعالية « ليلة المتاحف والأروقة الفنية »، التي ينظم في إطارها هذا المعرض، تظاهرة سنوية أطلقتها المؤسسة الوطنية للمتاحف، وتهدف إلى جعل المتاحف فضاءات حية ومفتوحة أمام العموم، من خلال تمديد أوقات الزيارة وتنظيم أنشطة موازية ثقافية وفنية، تروم تعزيز انفتاح الفن على المجتمع، وتكريس مكانة المتاحف كرافد من روافد التنمية الثقافية بالمغرب.

تحرير من طرف محمد شاكر علوي و ياسين منان
في 27/06/2025 على الساعة 07:00