يعتبر صاحب «كان يا مكان» من رموز الغناء المغربي الأصيل. ذلك إن حياته الغنائية لم تعُد مجرّد تجربة غنائية ذات صلة بالنجاح الذي يمكن أن يحققه المرء في فسحة وجوده، وإنّما سيرة ناجحة تستحق أنْ تروى للأجيال وتجربة تحتاج إلى بذل مجهود كبير من لدن المخرجين لإعادة التفكير فيها سينمائياً. إنّ عبد الواهب الدكالي شخصية غنائية تستحق أنْ يُعاد قراءتها والاستماع إلى أغانيها وذلك من أجل كتابة سيناريو له علاقة بسيرته وتجربته وإعادة التفكير فيها من منطلق أنها سيرة غنية مليئة بالأحداث والتحولات والانعطافات والمشاركات في العالم، كما نعثر على ذلك في العديد من الأفلام الغربية التي عملت على مقاربة تجارب غنائية وجعلتها تظل باقية ومنطبعة في الذاكرة الجمعية بالنسبة للمشاهد.
ويعتبر الدكالي في هذا الحوار أنّ انفتاح السينما على المغنيين والموسيقيين رهينٌ بعامل السيناريو الذي يلعب دوراً بارزاً في تقديم صورة الفنان الموسيقي أو المغني والاشتغال عليها داخل أفق بصري يختلف بين السينما والدراما.
شارك الدكالي في العديد من الحفلات الوطنية والدولية وفاز بأرفع الجوائز في مجال الصناعة الغنائية بالعالم العربي، لدرجة أنْ الزائر لمتحف الصغير بمدينة الدارالبيضاء يندهش من كثرة الجوائز والتكريمات التي حظي بها في مساره الغنائي والمؤلفات التي كُتبت عنه وأرّخت لمسارات حياته ومحطات تجربة الفنية داخل المغرب وخارجه. ويرى الدكالي في حواره هذا أنّ النجاح الذي يمكن أن تحققه الأغاني لا يعود إلى نجاحها التجاري، بل لقيمتها الجمالية التي تجعلها تخترق الزمن الذي كُتبت فيه صوب أزمنة أخرى وتصبح بمثابة الفنّ الذي يُعلّم الناس كيف تعشق الحياة.




