ويعتبر حفل تقديم كسوة ضريح المولى إدريس الأزهر موعدا سنويا بالنسبة لساكنة الحاضرة الإدريسية، يزكي التنوع الثقافي والغنى الروحي الذي عرفت به على مر العصور، كأكبر مهرجان ديني يحج اليه آلاف الطوائف الصوفية ومختلف المريدين القادمين من داخل المغرب وخارجه، والباحثين عن بركات مولاي إدريس الأزهر.
وبدأت الاحتفالية كالعادة، بموكب أثثته العديد من الفرق الفلكلورية المشاركة في هذا الحفل، مرفوقين بشباب أعضاء مختلف الجمعيات المحلية والمدارس القرآنية، إذ تميز موكب « الكسوة » المحمل بالهبات، بموسيقى وأناشيد دينية لعدد من المجموعات الفلكلورية التي انتظمت في موكب توجه نحو ضريح المولى إدريس الذي يقع في وسط المدينة العتيقة.
وفي تصريح لـle360، استحضر محمد هشام، ممثل جمعية من جمعيات المجتمع المدني بفاس، الحقائق التاريخية والدينية التي قادت إلى إنشاء العاصمة الروحية للمملكة من قبل مولاي إدريس الأزهر والمساهمة البارزة لهذا المؤسس الذي كرس حياته لخدمة الإسلام وتأسيس الدولة المغربية، كما سلط الضوء على الإسهامات الثرية للسلاطين العلويين عبر القرون في تطوير المدينة وإشعاعها ووصولها الى مكانتها الروحية الراهنة، حيث تعد مرجعا روحيا للدفاع عن ثوابت الأمة وقيمها المقدسة.
ومن جانبهم، عبر رؤساء الطوائف العيساوية الفاسية، عن مدى فخرهم بإحياء هذه التقاليد بين محبي ومريدي الحرم الإدريسي، للاحتفاء بتاريخ تأسيس مدينة فاس عاصمة المملكة وحاضرتها الإدريسية، باعتبار موسم مولاي إدريس الأزهر حدث تاريخي وروحي وحضاري لمؤسس العاصمة العلمية.
وعلى مر السنين، شكل حفل موكب « الكسوة » الذي يعبر الأزقة الملتوية للمدينة العتيقة، موعدا سنويا لساكنة الحاضرة الإدريسية التي مثلت فضاء للتنوع الثقافي والغنى الروحي على مر العصور، جرى ذلك بحضور المكلف بمهمة لدى الحجابة الملكية، محمد سعد الدين سميج، ووالي جهة فاس-مكناس، عامل عمالة فاس، سعيد زنيبر، وكذا منتخبين وعلماء وشرفاء.
يشار إلى أن المولى إدريس الثاني، الذي ولد سنة 793 ميلادية (177 هجرية)، تولى الحكم خلفا لوالده المولى إدريس الأول دفين زرهون، في سن 11 عاما، وأبان عن خصاله كرجل دولة كبير على مدى 25 عاما، وقد أسس مدينة فاس عام 808 ميلادية (192 هجرية).