وبحضور عامل إقليم بركان، عبد الحميد اشنوري، ورئيس مجلس جهة الشرق محمد بوعرورو، بإلإضافة إلى أبناء الشيخ الراحل، انطلق الموكب الجنائزي المهيب، من بيت شيخ الطريقة، إلى مسجد الزاوية، حيث تم أداء صلاة العصر وصلاة الجنازة، ليوارى جثمان الفقيد الثرى بضريح الزاوية.
وبعد الانتهاء من مراسيم الدفن، وفي خطوة استشرافية لضمان استمرارية المنهج الروحي للطريقة، تمت تلاوة وصية الشيخ مولاي جمال الدين القادري بودشيش، والتي أوصى فيها بانتقال الأمانة الروحية من بعده إلى نجله الأكبر، مولاي منير القادري بودشيش، حيث جاء هذا الإعلان خلال إحياء الذكرى الثامنة لوفاة والده وشيخ الطريقة السابق، سيدي حمزة بن العباس، وذلك بمقر الزاوية في مداغ بإقليم بركان.
ولم يكن الحزن على رحيل شيخ قاد المشيخة منذ عام 2017 فحسب، بل على رحيل عالم ومرشد روحي، كرس حياته لخدمة التصوف السني المعتدل، وربط الممارسة الروحية بالتشبث الراسخ بثوابت الأمة المغربية.
وقد توفي مولاي جمال الدين، يوم الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 83 عاما بعد صراع مع المرض، حيث كان يعالج بالمستشفى العسكري بالرباط، بتعلميات سامية ملكية من الملك محمد السادس.
وفي أول تصريح له بعد وفاة والده، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، مولاي جمال الدين، أكد نجله مولاي منير القادري بودشيش أن والده سيبقى حياً بروحه وتعاليمه التي رسخها طيلة حياته.
ونعى مولاي منير، الذي سيتولى مشيخة الطريقة خلفاً لوالده، الفقيد بكلمات مؤثرة، معتبراً رحيله «مصاباً جللاً»، ولكنه في الوقت ذاته «حكمة الله في خلقه»، معربا عن تسليمه بقضاء الله وقدره، داعياً إلى الشكر في النعمة والنقمة، والارتقاء إلى درجة «الغياب في المنعم عن ذكر النعمة».
وفي معرض حديثه، أشاد مولاي منير بالعناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، للطريقة القادرية البودشيشية ولشيوخ الزوايا والعلماء والعارفين بالمغرب، مؤكدا أن إمارة المؤمنين هي الحاضنة والراعية لثوابت الدين، وهو ما يضمن استمرارية دور المغرب كبلد للقيم، والثقافات والانفتاح، والمشاريع الكبرى.




