وقالت في مقدّمة الأغنية: « أهدي عملي هذا إلى أهالي شهداء المرفأ، وكل أهالي شهداء لبنان الأبرار، وأهديه إلى اللبنانيين الذين طوعوا المستحيل، وتحمّلوا من المؤامرات المتلاحقة المجرمة المُحاكة ضدّهم أهوالاً لم يتحمّلها شعب في الدنيا، على أمل أن نستعيد قريباً قرارنا الوطني الحرّ المُصادر منا، وأن ترجع بيروت إلينا بالسلامة، اليوم قبل الغد بإذن الله ».
وجاءت تعليقات عشاق الرومي متفاوتة بين ما هو إيجابي يمدح الفنانة ومكانتها المحورية في الطرب العربي المعاصر، بعدما راكمت تجربة غنائية هامة امتدت على طول عقود داخل المشهد. كما أشاد الناس بأصالتها الغنائية المُلتزمة ودعمها الدائم للكلمة الحرة وما يترتب عنها من كرامة وحقّ في العيش الكريم. في حين انتقد البعض الآخر ماجدة الرومي على أساسا أنّها تحب الغناء في ظل الأنظمة، رغم ما تدعيه من وقوف إلى جانب اللبنانيين في محنهم المتكررة.
هذا وتُعدّ ماجدة الرومي سيدة الغناء المعاصر. ذلك إنّ تجربتها الغنائية مميزة على مستوى الصوت وقُدرتها على البقاء أمينة للنسق الغنائي الأوبرالي، دون أنْ تهتمّ بالموضة الغنائية التي اكتسحت الطرب اليوم. بل إنّ صاحبة « كلمات » رغم انتماءها إلى جيل قديم، فإنّها ماتزال مُلهمة لعددٍ من التجارب الغنائية الجديدة التي تعمل بشكل خفي على خلق اشتباكات جمالية على مستوى الصوت وتقليدها.
جدير بالذكر أنّ أغنية « عندما ترجع بيروت » من كلمات الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وألحان يحيى الحسن، وتعاونت فيها مع الموزع الموسيقي الأوركسترالي ميشال فاضل، فيما توّلى التوزيع الموسيقي الشرقي حسن يحيى المعوش، والكليب من إخراج شربل يوسف.