ويشارك إلى جانب سيمو وحافظي في الندوة التي تُنظّمها الجمعية المغربيّة للمعرفة التاريخيّة وبشراكة مع كلية الآداب والعوم الإنسانية المحمدية، كلّ من محمّد أبيهي أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ومحمّد حقي أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال.
ورغم الكتابات التاريخيّة التي طرقت باب تاريخ الأندلس بمُختلف عصورها وحقبها، إلا الأندلس بكّل أبّهتها وحضارتها، ما تزال عصية على النسيان، سيما من الجانب الحضاري شغل العديد من الباحثين الغربيين، بما قدّموه من دراساتٍ تاريخيّة تدرس المعمار الأندلسي وتمثّلاته داخل فضاءاتٍ وبقاع أخرى من العالم.
وتختلف هذه الدراسات بتنوع التخصصات بين تاريخ الفنّ وفلسفة الجمال، غير أنّها تجتمع عند نقطة واحدة يرسو عندها الفكر والمُتعلّقة أساساً في كون التاريخ ليس ما يظلّ مُعتّقاً في جرار الزمن، وإنّما ما تبقى نسائمه مُعلّقة في فوانيس الذاكرة والواقع.
جدير بالذكر أنّ موضوع الأندلس، لا يُمكن أنْ تسلم منه حدود التقاطع والتلاقي بين التاريخ والحضارة، باعتبار أنّ الناس لا يتذكّرون من الأندلس إلاّ ذاكرتها الحضارية، وبالتالي، فإنّ المزج بين الكتابة التريخيّة والتصوّر المعماري والحضاري، يُشكّل مطلباً حقيقياً بالنسبة للندوة، من أجل الوقوف المحطّات التاريخيّة، السياسية منها والاجتماعية إلى جانب رصد البُعد الحضاري للأندلس، سواء من خلال المعمار أو نمط العيش أو التفكير.