لا تكتمل صُوَر المُدن من خلال ما يتمّ استحداثه من بنيات تحتية، بل تُساهم المهرجانات على تعدّدها وغناها في تكريس صورة المدينة وإعطائها عدّة أبعاد سياسية وفنية وجمالية ودبلوماسية. إنّها شكلٌ من أشكال العمل الدبلوماسي بين الدول. ذلك إنّ استضافة بعض المخرجين والفنانين الأجانب يُساهم في تقريب أواصر الصداقة بين هذه الدول والعمل على تحقيق عمل مشترك يكون في خدمة البلدين. هذا الأمر، جعل من المهرجان في السنوات الأخيرة يغدو بمثابة صورة مصغّرة عن المدينة، بل هو وجهها وجمالها الذي به تضمن ديمومتها داخل الحياة اليومية.
وحسب مدير المهرجان، فإنّ هذه الدورة تتميّز بعرض أفلام مختلفة من تجارب متعدّدة وحساسيات متباينة. كما عرفت الدورة الـ15 من هذا العام مشاركة العديد من الوجوه الفنية البارزة في الحقل الثقافي المغربي مثل لحسن زينون وعبد الحق الزروالي ومحمّد مفتاح وفاطمة علي بوبكدي، سواء من خلال درس الافتتاح الذي ألقاء لحسن زينون يوم الأربعاء بالمركّب الثقافي بسطات، وذلك بمناسبة توقيع كتابه «الحلم المحظور» أو من خلال الحضور في لجان تحكيم مسابقة الأفلام.
وحسب سعيد النظام، فإنّ مهرجان الهواة أصبح علامة بارزة داخل المشهد السينمائي، لأنّه غدا بمثابة المختبر البصري الذي منه تتبلور الأفكار والأحلام والرؤى حول سينما الهامش، وكيف تستطيع هذه السينما تكريس ذاتها والدخول في سجال مع السينما التجارية.