وتناول الكاتب سيرة الممثلة من زوايا نظر مختلفة، بحيث قام بتقسيم الكتاب إلى مجموعة من المراحل المتعلقة بسيرة الطفولة والصبا مثل: « الشخصية الرومانسية »، « الميلودراما البكائية »، « تأكيد الشخصية الفنية »، « النضج الفني »، « فاتن حمامة والمهرجانات السينمائية ».
وبغضّ النّظر عن الشخصية السينمائية، فإنّ الكاتب انصاع إلى نوعٍ من الكتابة التي تنطلق من السيرة الذاتية للمبدع، وتُحاول عبرها رصد ملامح سيرته واشتغالاته الجمالية، في سبيل البحث عن معنى جديد لهذه السيرة السينمائية، بما يجعل من مفهوم التأويل براديغماً فكرياً يتوسّله الناقد لخلق فهمٍ مغاير للأفلام ومساراتها الجمالية المتنوّعة داخل الصورة السينمائية.
يقول الكاتب « فاتن حمامة منحتنا من روحها المحلقة برهافة في سماوات الفن، ومشاعرها المسكونة بالدهشة خمسون عاماً.. نفرح.. نحزن.. نتعذب معها.. ندافع عنها لنحتويها بمشاعرنا ولا نتركها أبدا. كان يوماً سعيداً حقاً للسينما المصرية، وليس اسماً للفيلم الأول لسيدة الشاشة فقط. الطفلة ذات الثمان أعوام، التي أدهشت محمد كريم وأضحكت محمد عبد الوهاب. « فتون » كما يحلو لكريم أن يسميها، أجبرت أنيسة أن تتكلم كثيراً بعد أن كان دورها كومبارس، رغم أنّه فيلمها الأوّل».
يقول الناقد المصري عصام زكريا في تقديمه للكتاب « يقسم حسن حداد مسيرة فاتن إلى خمس محطات أو مراحل أساسية، يتسم كل منها بغلبة نوعية معينة من الأفلام والأدوار والأداء التمثيلي، من مرحلة الصبا والشباب وصولا إلى محطة النضج الفني الختامية. وببساطة مدهشة تتبدى أمام القارئ غير المتخصص أبرز الخطوط والتضاريس لهذه المسيرة الطويلة المركبة. هذه الصورة المرسومة بخطوط سريعة مثل اسكتش تخطيطي، يتبعها فصل عن استقبال ومردود هذه المسيرة في المهرجانات المحلية والعالمية، في وقت لم يكن عدد وحجم المهرجانات، أو كيفية الوصول إليها، مثلما هو اليوم ».
يتمم حديثه قائلاً: « أما الفصل التالي المعنون بـ »من أبرز أفلام فاتن حمامة » فهو قراءة تحليلية متعمقة لبعض الأدوار المتميزة لسيدة التمثيل الأولى، التي عملت مع كبار المخرجين والمؤلفين، من محمد كريم وعز الدين ذو الفقار لخيري بشارة وداود عبد السيد ومن طه حسين ويوسف إدريس إلى حسن شاه وسكينة فؤاد. وإذا كانت الفصول الأولى رأسية، فإن هذا الفصل الذي يضم خمس مقالات حول خمسة أفلام هو بمثابة كتابة أفقية، تعمق من الصورة المرسومة لفاتن، وتعطيها بعدا ثالثا ».