في هذا العمل المُصوّر منذ 5 سنوات، يواصل الشريف الطريبق على مشروعه السينمائي عبر طرق قصص وحكايات مقتبسة من سيرته وحياته. وذلك وفق نمطٍ سينمائي مركب تلعب فيها الصورة دورا كبيراً في عملية الفهم. رغم أنّ سيناريوهات الطريبق تبقى مدهشة في كتابتها وقوية في منطلقاتها وواعية في بلورة تصوّر جديد بين النصّ والصورة.
ويتمتّع صاحب «زمن الرفاق» بمنزلة خاصّة عند نقاد السينما بسبب الإبدالات الفنية والجماليّة التي تُميّز تجربته السينمائية. إذْ يحاول في كلّ فيلمٍ له طرح العديد من القضايا المركزية التي تشغل المجتمع المغربي ويعمل عبرها على بناء سرد بصري تخييلي، بقدر ما يتطابق مع الواقع ينأى عنه في آنٍ واحد.
عاش الطريبق كعددٍ من المخرجين المغاربة بين أحضان الأندية السينمائية. ففي هذا الفضاء الذي ظلّ منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، مختبراً بصرياً لتكثيف القول النقديّ وتكريس مفهوم النقد بمفهومه الشفهي، إذْ استطاع المخرج أنْ يُحصّن ثقافته السينمائية ويُراكم على منوالها فكراً نقدياً تجاه السينما. فلا غرابة أنْ يُطالعنا الشريف الطريبق في كلّ مرّة برأيّ نقديّ تجاه فيلمٍ سينمائي أو قضية فنيّة أو إشكالية جماليّة بها يُضيء الطريق للباحثين في مجالات الصورة ومداراتها السينمائية.