يرى ناشر الكتاب بأنّ « الرواية صناعة يتجاوز إنتاجها إعمال الخيال عبر استرفاد كفايات لغوية أو استرجاع قراءات سابقة لروايات تستضمر تقنيات وآليات معينة، بل هي كون معقّد يتطلّب من الروائي أنْ يكون باحثاً قادراً على اكتشاف مناطق غير مطروقة في المادة الروائية. فجُهده يجمع بين التخييلي والبحثي في الوقت نفسه. وإذا كانت مهمّة الباحث محصورة في إضاءة الإشكالية وفق منهج معيّن يتّسم بالدقة الوضوح، فإنّ عمل الروائي ينتحي جهد الباحث في جمع المادة وتنظيمها وندقها. وفي الوقت نفسه صوغ كونه التخييلي المختلف عن الأحداث والقضايا المرجعية المألوفة، فهو يخضعها لمنطقه الخاصّ ويمنحها حياة جديدة مختلفة وقصديات تجمع بين التخييلي، أيْ إحداث أثر نفسي وعاطفي في القارئ عبر حبكة مدروسة ومشوقة، حيث يقترح النصّ الروائي حبكة لتفكيك بعض القضايا مجسّداً رؤية العالم ».
عل هذا الأساس، يروم هذا الكتاب الذي يجمع « بين تقديم أساسيات كتابة الرواية واقتراح قراءات تطبيقية، التنبيه على الأخطاء التي قد يقع فيها الروائي الناشئ، في اللغة وبناء الحبكات ورسم صفات الذوات السردية وفضاءات السرد وأزمنته من خلال نماذج روائية تمثيلية، فضلاً عن استقراء آليات الصناعة الروائية في ثلاث روايات متوجة بجائزة كتارا تمثل جغرافيات تخييلية متنوعة، الخليج والشرق الأوسط والمنطقة المغاربية وتجسّد طرائق مختلفة في الكتابة الروائية ».