وتعد الوكليلي إحدى أشهر الإعلاميات وكاتيات السيناريسو في المغرب. واخترقت تجربتها الإعلامية الآفاق واستطاعت على مدى سنوات أنْ تُقدّم مساراً مهنياً كبيراً. إذ كانت الراحلة نموذجاً إعلامياً يُحتدى به المغرب. فبعدما أكملت دراستها الجامعية في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، بدأت الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1 قبل أنْ تنتقل للعمل للعمل بالإذاعة والتلفزة المغربية ثم بالقناة الثانية2 حيث ترأست قسم الأخبار وأنتجت وقدمت أول برنامج سياسي تلفزيوني، دون أن تتخلى عن شغفها بالسينما.
إلى جانب اشتغالها الإعلامي اهتمّت الوكيلي بالسينما وكتبت عدد من السيناريوهات لأفلام مغربية. واعتبرت الراحلة أحد أبرز الإعلاميات المؤثرات في مسار الصحافة المغربية، بحيث استطاعت أن تجعل من الصحافة تمشي بالتوازي مع الممارسة الثقافية. وعلى مدار سنوات طويلة ظلّت فاطمة الوكيلي تعيش جنباً إلى جنب مع المثقفين والإعلاميين ولم تحشر نفسها يوماً في السياسة وكواليسها الموجعة. في وقتٍ انتمت فيه الراحلة إلى جيل طالما آمن بالسياسة في تقديم حلّ جذري للأوضاع التي كانت تطبع المغرب خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
في السينما، استهلت فاطمة تجربتها بكتابة حوار لفيلم تلفزي «الصفحة الأخيرة» من إخراج جيلالي فرحاتي سنة 1985، قبل أن تعمل على كتابة سيناريوهات وحوارات مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزية المغربية من بينها «نساء ونساء»، و«عطش» و «الإسلام يا سلام» لسعد الشرايبي، و«عود الورد» للحسن زينون، و«فيها الملحة والسكر ومابغاتش تموت» لحكيم النوري وغيرها ...
وسجلت الراحلة لوكيلي حضورها في عدة أفلام بأدائها لمجموعة من الأدوار التمثيلية، من ذلك دورها في «باب السما مفتوح» (1986)، و«الدار البيضاء يا الدار البيضاء » (2002) و «كيد النسا» (2005) لفريدة بنليزيد، «شاطئ الأطفال الضائعين» (1991)، و «ذاكرة معتقلة (2003) للجيلالي فرحاتي، و«الصمت» لمصطفى الدرقاوي، إضافة إلى الفيلم القصير « هرتزيان كونيكسيون » لنبيل عيوش».