ربورتاج: إطلاق مشروع «الحواس الخمس» بفاس لتحويل الفنادق التاريخية إلى فضاءات تفاعلية حية‎

إطلاق مشروع «الحواس الخمس» بفاس لتحويل الفنادق التاريخية إلى فضاءات تفاعلية حية‎

في 19/05/2025 على الساعة 19:30

فيديوتعيش المدينة العتيقة لفاس على إيقاع تحول ثقافي جديد، من خلال إطلاق مشروع مبتكر يحمل اسم «الحواس الخمس»، يهدف إلى إعادة إحياء الفنادق التاريخية التي خضعت لأشغال الترميم خلال العقد الأخير، وتحويلها من معالم معمارية ساكنة إلى فضاءات تفاعلية نابضة بالحياة، تحتضن الفنون، التراث، والحرف التقليدية.

المشروع الذي أُطلق بمبادرة من عمالة فاس، بشراكة مع عدد من الفاعلين المحليين والدوليين، يندرج ضمن رؤية شمولية للتنشيط الثقافي المستدام، تم الكشف عن معالمه السبت 17 ماي الجاري، خلال زيارة رسمية للمدينة العتيقة، قامت بها عمدة مدينة غرناطة الإسبانية، ماريفران كارازو، رفقة معاذ الجامعي والي جهة فاس مكناس.

وبهذه المناسبة، أبرز الوالي أن المشروع يمثل امتداداً لجهود تأهيل المدينة العتيقة، التي خُصص لها غلاف مالي يناهز 3 مليارات درهم، مخصص لترميم ما يزيد عن 100 موقع تراثي ومعماري، مؤكداً أن أول تجربة فعلية في إطار هذا البرنامج ستنظم يوم 22 أكتوبر المقبل، بالتزامن مع الذكرى الـ44 لتصنيف فاس تراثاً عالمياً من قبل منظمة اليونسكو.

وأضاف أن البرنامج يطمح إلى تقديم تجربة حسية متكاملة للسائح، من خلال عروض ترتكز على التفاعل مع الحواس الخمس: الشم، الذوق، السمع، البصر واللمس، وذلك عبر ورشات حيّة تبرز غنى الصناعة التقليدية المغربية، استعداداً لاستحقاقات كبرى كـكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.

وفي هذا السياق، أوضحت ليلى الصقلي، المهندسة المعمارية والمسؤولة عن المشروع، في تصريحها ل le360، أنه من خلال هذه المبادرة، تطمح أن تصبح المدينة العتيقة لفاس مسرحًا حيًا لتجارب الزوار، من خلال التفاعل المباشر مع الحرفيين المحليين، تذوق النكهات التقليدية، الاستماع إلى الموسيقى الأصيلة، واستكشاف جماليات الفنون البصرية والمسرحية.

وأكدت الصقلي أن الفنادق ستكون مفتوحة لاحتضان عروض في الموسيقى والمسرح والفنون البصرية وفن الطبخ المغربي، إلى جانب تنظيم ورشات للتعلم بشراكة مع حرفيي المدينة العتيقة، من أجل ضمان استمرارية المهارات التقليدية وتوريثها للأجيال الصاعدة.

ومن جهتها، أعربت ماريفران كارازو، عمدة مدينة غرناطة الإسبانية، في تصريحها ل le360، عن اعتزازها بتعزيز أواصر التعاون بين المدينتين، مشيرة إلى أن هذه المناسبة كانت فرصة لتأكيد اتفاقية الشراكة بين فاس وغرناطة، وأكدت على الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين المدينتين، معربة عن تطلعها إلى مستقبل مشترك يعزز من هذه العلاقات ويعمل على تطويرها بما يخدم مصالح الطرفين.

وخلال الزيارة الرسمية، تنقل الوفد بين عدد من الفضاءات المؤهلة، من بينها فندق الشماعين الذي خضع لعملية ترميم كبرى، ودار الرصيف، التي احتضنت معرضاً يؤرخ للعلاقات التاريخية والثقافية بين فاس وغرناطة، ويبرز التقاطعات المعمارية والحضارية بين المدينتين.

وقد اختتمت الزيارة بعرض حي للحرف التقليدية شارك فيه عدد من الصناع المهرة في فنون النقش على الخشب والنحاس، الخط العربي، الدباغة، وتقطير الورد، وسط أجواء فنية أصيلة رافقتها أنغام الموسيقى التراثية المغربية.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 19/05/2025 على الساعة 19:30