برحيل المدير العام لدار « ملتقى الطرق » للنشر، ورئيس الجمعية المغربية للمهنيين في مجال الكتاب، ونائب رئيس الاتحاد العام للصناعات الثقافية والإبداعية (CGEM)، يكون المغرب قد فقد قامة كبيرة في عالم الكتاب والناشر، حيث كان الرتناني رمزًا حقيقيًا في هذا المجال. بعد أن أمضى أعوامًا عديدة يخدم قطاع النشر
وقد تلقت الأسرة خبر رحيله في إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، حيث كان يتلقى العلاج. وفقًا لأحد أفراد عائلته الذي كان برفقته خلال ساعاته الأخيرة: « لم يعاني كثيرًا، رحل بسكينة مثلما عاش».
ومنذ إعلان وفاته، توالت التعابير عن المحبة والاحترام لهذا الشخص الكبير في مجال النشر. وقد كتبت نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية (CGEM)التي كان الرتناني نائبا لها، على صفحتها: « صديقي العزيز، عبد القادر، أخي قادر، لا أريد أن أقول وداعًا، رحلت بسرعة. أشعر بأسف عميق لأنني لم أعرفك في حياتي إلا منذ عام 2017. كل لحظة قضيناها معًا كانت مضحكة ومكثفة. وجدت فيك شغفًا كبيرًا وإصرارًا وحبًا للعمل وفضولًا حول الآخرين. كنت كاملاً وبدون تنازل، وكنت تمتلك الشجاعة لقول ما يعتقده الكثيرون بصوت عال ».
الفقيد كان أيضًا رئيس الجمعية المغربية للمهنيين في مجال الكتاب، وقد وُصف بأنه « كان صخرة حقيقية. لم يسمح لنفسه أبدًا بالهزيمة، وحتى في ذروة مرضه ومعاناته، لم يدع شيئًا يظهر ».
الكتاب والرياضة: ترك إرثًا لا يُنسى
عبد القادر الرتناني ترك وراءه تاريخًا من النضال من أجل دعم الكتاب وتشجيع القراءة. بدأ مسيرته كناشر في عام 1980، وكان من بين أوائل الذين نشروا باللغة الفرنسية في المغرب. كان دائمًا يعارض الحكومة في مجال دعم الكتاب وكان يؤكد على ضرورة تشجيع القراءة خاصة بين الشباب، معتقدًا أن كل شيء يبدأ من خلال القراءة.
وقد أدلى بآرائه في مقابلة مع Le360 قبل ثلاثة أشهر، حيث أكد على أهمية النشر والترويج للكتاب في المغرب. وعلى مدى مسيرته الطويلة، قام بنشر أكثر من 600 كتابًا باللغتين العربية والفرنسية، بمبيعات تجاوزت 1.5 مليون نسخة.
لم يكن حبه للكتاب فقط، بل كان متيمًا بفريقه الرياضي الذي دافع عنه بكل قوة: فريق الرجاء البيضاوي. كان الرتناني أحد أبرز الرؤساء في تاريخ الرجاء الرياضي في حقبة الثمانينات (1987-1989)، حيث يعتبر الرجل أول من توج الفريق في عهده بلقب البطولة الوطنية لموسم 1989، وأول من دشن سلسلة الألقاب الإفريقية بفوز الرجاء في عهده بأول لقب أفريقي.
الرتناني خلد اسمه أيضا في سجل الرجاء الذهبي، باعتباره أول رئيس في المغرب يوقع عقد احتضان حمل بموجبه الفريق الأخضر علامة تجارية على أقمصة لاعبيه، وكانت أول تجربة استشهار في المغرب آنذاك.