ويحكي الفيلم قصّة ماين التي تقود سيارتها نحو قرية مغربية برفقة عائلتها ونعش والدها. غدا سيقوم الرجال بدفنه، وستنتظر النساء في المنزل. لكن الفتاة الصغيرة تنوي مرافقة والدها إلى مثواه الأخير.
تنتمي صاحبة « على قبر أبي » إلى الوجوه السينمائية الجديدة التي أخذت على عاتقها إمكانية تجديد نظرتها إلى الواقع الذي تنتمي إليه. إذْ ظهرت الكثير من التجارب التي تُحاكي في صُورها الواقع وتُقدّمه بطريقةٍ جريئة ومُختلفة عن الطريقة التي بها قُدّمت في تاريخ السينما المغربية. والحقيقة أنّ هذا التجديد الذي عرفته السينما المغربية الجديدة ظلّ مُتمركزاً حلو مفهوم الصورة السينمائية التي غدت بمثابة مختبرٍ بصريّ لأطرح أسئلة قوية وإشكالات أصيلة، لا ترتبط بالذاكرة المغربية، بقدر ما تنطلق من الذات، وتُحاول عبرها بناء جسرٍ مُتخيّل مع العالم. هذا الأمر، يكتشفه المُشاهد في فيلم « على قبر والدي » حيث يأخذ الاشتغال بالصورة وعياً أكبر مقارنة بالعناصر الجمالية الأخرى.