يكتب الشاوي في الرواية والشعر والنقد، إذْ يمتلك عُدّة معرفية تُسعفه على الكتابة في جميع هذه المجالات الإبداعية والكتابة فيها بشكل أصيل، بما يجعل كلّ عمل أدبي يمتلك مقوّماته الفنية وخصائصه الأدبيّة. وتعتبر الرواية الجنس الأدبي الذي طالما شغل عبد القادر الشاوي في مساره الأدبي، بحيث ألّف روايات كثيرة تمتح عوالمها من الواقع اليوميّ الذي يعيشه المغرب. كما أنّ معظم رواياته تستند بشكل كبير على مفهوم السيرة الذاتية لعبد القادر الشاوي، بحيث جعل منها في عدد من رواياته مادة للتخييل. وتكتسي أعماله الأدبيّة ميزة خاصّة من الناحية الأدبيّة، لكونها تُقدّم صورة دقيقة لتحوّلات المجتمع المغربي في علاقته بحرية التعبير. كما أنّها تُقدّم نظرة أصيلة عن مغرب السبعينيات والثمانينيات وتطرح العديد من القضايا المركزية والإشكالات القلقة التي ماتزال مطروحة اليوم داخل المجال السياسي في بعضٍ من تقاطعاته مع الساحة الثقافيّة.
يقول الشاوي في « مربع الغرباء » « كانت المقبرة قد فتحت حُفرتها في يومين أسودين من أيام الدار البيضاء في تلك الأحداث المعروفة في سجلات المجلس بـ «أحداث الدار البيضاء الدموية لسنة 1981». سنوات مرت والجثث تتفسخ فوق بعضها، بدون صراخ ولا ألم، لأنها قتلت في الشارع العام بعد أن أفرغت صراخها في المطالبة، كما تألمت وهي تتهاوى لا يسندها إلا الإسفلت الحار من حرارة شهر يونيه القائظ. خرج المجلس بهذه الفكرة من العقم الذي انتشى به الأعضاء أزمانا. المقبرة فكرة جهنمية جديدة أما وأن استصدار قرار بالشروع في الحفر لانتشال الجثث المطمورة، التي كثيرا ما أنكر عليها قتلتها كل حياة أو وجود، فقد أصبح الشغل الذي جعل الجميع ومن تسابق إلى ذلك منهم بخاصة، يقومون إلى العمل كأنهم هم أيضا خرجوا من حُفَر المجلس بعد أكثر من ربع قرن للقيام بالواجب، كما قالوا، في سبيل الذاكرة الجماعية والمسؤولية الوطنية في تحقيق الإنصاف وإنجاح المصالحة ».