برنارد لوغان، الذي حاوره رشيد عشعاشي في قاعة مكتظة بجهمور من جميع الأعمار، أشار، نقطة بنقطة، كيف أعطى القانون الدولي للمغرب الحق في مسألة الصحراء، مفندا بالتالي الأطروحات التي يروج لها بخبث دعاة القانون الاستعماري البحت. وقال « لو طبق المغرب قرارات الأمم المتحدة لكان قد استعاد الصحراء قبل عام 1975 بفترة طويلة ».
وشدد لوغان على أن « الجزائر كانت ستعيد أيضا كل أجزاء الصحراء التي انتزعتها من المغرب ». وتابع أنه وفقا للقانون الدولي، فإن المغرب دولة مزقها الاستعمار، وكان لا بد من إعادة تشكيلها بعد الاستقلال داخل حدود ما قبل الاستعمار.
ويستشهد لوغان في هذا الصدد بقرار الأمم المتحدة رقم 1514 المؤرخ في 14 دجنبر 1960، وهو قرار واضح للغاية: « لا يمكن للأراضي المنتزعة من دولة ذات سيادة خلال الفترة الاستعمارية أن يكون لها أي شكل من أشكال إنهاء الاستعمار غير إعادة دمجها في البلد الأصلي الذي انتزعت منه ». وتؤكد المادة 6 من نفس القرار هذه الفرضية بالإصرار على أنه « إذا مزق الاستعمار دولة ما، فلها الحق في استعادة وحدة أراضيها بعد إنهاء استعمارها ».
ودعا المؤرخ، في نفس السياق، المغرب إلى الاعتماد أكثر على القانون الدولي والتعاريف السابقة للاستعمار. وأوضح قائلا: « نحن لا نرى هذه الحجة كافية في الترافع المغربي. ينبغي على القانونيين المغاربة أن ينكبوا على هذا الأمر ».
كتاب بيداغوجي
في تصريح لـLe360 على هامش هذه الندوة، أوضح برنارد لوغان أسباب تأليفه لهذا الكتاب وأهدافه. وقال: « إنه خلاصة الكتب الأولى التي كتبتها قبل بضع سنوات عن تاريخ المغرب. ومن خلال تقديم هذا الكتاب في أوروبا وفي كل مكان تقريبا، أدركت أن أسئلة الجمهور كانت تدور دائما حول مسألة الصحراء. وخلصت إلى أنه بالنسبة للأوروبيين، فإن حقيقة كون الصحراء مغربية كانت أمرا غير معروف إلى حد ما. بالنسبة لهم، الصحراء الغربية بلد آخر غير المغرب. ولهذا السبب قررت أن أقوم بإعداد كتاب بيداغوجي يجيب على عشرة أسئلة كبرى ».
وأضاف في نفس السياق قائلا: « الصحراء الغربية غير موجودة، إنها تعريف جغرافي فقط. أرادت الجزائر أن تجعل من التعريف الجغرافي تعريفا سياسيا وعرقيا ».
وأردف قائلا: « وهل يوجد شعب صحراوي؟ أقول لا. والصحراويون هم سكان الصحراء الكبرى، من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، وجميع سكان الصحراء صحراويون. وبالتالي لا يوجد شعب صحراوي. هناك سكان من الأقاليم الجنوبية المغربية ينتمون إلى مجموعتين كبيرتين: تكنة والركيبات، وهما قبيلتان مرتبطتان بالمغرب منذ الأزل ».
وعندما سئل عن الدروس الرئيسية التي يمكن أن يستخلصها القارئ العادي من قراءة هذا الكتاب، أجاب برنارد لوغان: « الحقوق التاريخية للمغرب. أبين أن المغرب قد عانى من اقتطاع من الجانب الشرقي للمغرب والذي هو اليوم الجزء الغربي من الجزائر: كولومب بشار وقورارة وتيديكلت والساورة وتندوف. كل هذه المناطق كانت مغربية. لدينا أدلة تاريخية تتمثل في ظهائر تعيين الولاة والموظفين وغيرهم. وفي هذه المناطق كانت الصلاة تقام باسم سلطان المغرب ».