واختار منظمو هذه النسخة شعار «اﻟﺘﺼﻮف واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، من أجل تأسيس مواطنة شاملة»، حيث من المنتظر أن يشارك في هذه الدورة، وعلى غرار الدورات السابقة، علماء ومفكرون وباحثون من مختلف القارات˓ والذين سيتدارسون موضوع القيم الدينية والوطنية في علاقتها بالمواطٓنة بمفهومها الشامل، «انطلاقا من كون الهوية اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل الهوية اﻟﻘﻴﻤﻴﺔ والأخلاقية، ﻷن اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳊﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﳎﺮد اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ فقط، ﺑﻞ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺴﺘﻨﺪ وتُعضَّد بالمكون اﻟﻘﻴﻤﻲ».
وأبرز بلاغ صحفي للجنة المنظمة، توصل Le360 بنسخة منه، أن هذه التظاهرة العلمية الفكرية تبتغي «تسليط الضوء على دور اﻟﺘﺼﻮف ﰲ ترسيخ القيم الدينية والوطنية وﺗﻌﻤﻴﻘها، واﻹﺳﻬﺎم ﰲ اﻟﺒﻨﺎء ﺟﻨﺒﺎ إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ باﻗﻲ اﻷﺷﻜﺎل التربوية اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ واﻟﻨﺎﺟﻌﺔ، باعتباره كعلم للتزكية واﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ، ﻳﻜﺘﻨﺰ ﻣﻘﻮﻣﺎت عديدة ﳝﻜﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﰲ ورش ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ»، مبينا أن الهدف أيضا من هذه التظاهرة العلمية إبراز التجربة المغربية، اعتبارا من كون المغرب استطاع أن ﻳﻘﺪم نموذﺟﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﰲ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻜﻮﱐ العالمي، ﺗﻌﺎﻳﺸﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ اﻷﻃﻴﺎف اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺘﻮادٍّ واﻧﺴﺠﺎم تحت راﻳﺔ اﻟﻮﻃﻦ.
وأضافت مشيخة الطريقة، في بلاغها، أن المغرب إلى اﻟﻴﻮم، ما يزال «ﻳﻌﺪ ﳕﻮذجا رائدا تحت اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺷﻴﺪة لمولانا أﻣﲑ المؤمنين ﺟﻼﻟﺔ الملك محمد اﻟﺴﺎدس ﻧﺼﺮﻩ الله، الذي ﻣﺎ ﻓﺘﺊ يحمل ﻟﻮاء اﻟﻌﻤﻞ الجاد واﻹﺻﻼح، وﻳﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎر اﻟﻴﺪ الممدودة ﻟﻠﺨير واﻟﺘﺂﺧﻲ واﻟﺘﻌﺎون المثمر».
وحسب المصدر ذاته، فسيتناول الباحثون في هذا الملتقى العالمي عدة محاور، كمداخل نظرية ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأﺻﻮلها اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، وأﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ والجمالية واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ، وعلاقتها بإﺷﺎﻋﺔ روح اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ والحوار بين اﻷديان، واﻷﺑﻌﺎد اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ للمواطٓنة، ودور التصوف ورﺟﺎﻻته ﰲ ﺗﺮﺳﻴﺦ هذه اﻟﻘﻴﻢ، إضافة إلى إقامة عدد من الأنشطة الموازية، من بينها ندوات عن البُعد الأفريقي للتصوف، ومنتدى شباب الطريقة، ومسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، ومسابقة في النص الشعري، ومسابقة في النص الصوفي، إضافة الى معرض للكتاب.