أجواء الافتتاح التي تألق من خلالها عدد من النجوم البارزين، جمعت بين عبق التراث ودفء الموسيقى وحداثة العروض، لتقدم للجمهور تجربة فنية متكاملة، اختارت لها الجهة المنظمة شعارا بيئيا: «الماء منبع الحياة ورهان التنمية»، في رسالة واضحة حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية في ظل التحديات المناخية الراهنة.
وفي هذا الإطار، عبر المايسترو حسن الجعوتن، قائد «سمفونية أحيدوس»، عن فخره بهذه المشاركة التي تميزت بالحضور البارز للعنصر النسوي، مؤكداً أن العرض جسد هوية المنطقة وعمقها الثقافي، كما أكدت الفنانة سناء جدوبي أن هذا الفن الأمازيغي يعد رسالة فنية واجتماعية للفتيات، داعية إلى الافتخار بالهوية الثقافية مع التمسك بمسار التعليم.
ومن جانبه، أفاد نبيل الجاي، المدير الفني للمهرجان، في تصريح لـLe360، ان هذه الدورة التي تقام برؤية منفتحة، تجعل من الموسيقى جسرا للتواصل بين الجماهير، سواء تلك الحاضرة بساحة التاج التي فاقت 80 ألف متفرج أو التي تتابع العروض عبر البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي، كما أشار إلى أن هذه الدورة تعرف تحسناً تنظيمياً ملحوظاً، سواء من حيث استقبال الجماهير وتنظيم ولوجهم، أو من حيث جودة البنية التحتية السمعية البصرية المعتمدة.
كما أكد أن المهرجان استطاع استقطاب فنانين بارزين، من بينهم خولة مجاهد، الإخوان رجاء وعمر بلمير، زينة الداودي، بدر أوعبي، وهوبا هوبا سبيريت، إلى جانب فنانين محليين على مستوى جهة فاس-مكناس، وهو ما يعكس تنوع المشهد الفني المغربي، من خلال عروض مجانية ومفتوحة تحتفي بمختلف الألوان الموسيقية، إلى جانب فقرات رياضية وثقافية وتحسيسية موازية.
كما انطلقت، بالتزامن مع العروض الفنية، مسابقات رياضية في كرة القدم وكرة الريشة، وفعاليات توعوية بالإضافة الى تنظيم ورشات للتحسيس بأهمية الحفاظ على الغابة والماء، إلى جانب معرض الصناعة التقليدية الذي يعرف مشاركة واسعة لصناع من داخل إفران ومن مدن مغربية أخرى، مما يضفي بُعدا اقتصادياً وتنموياً على التظاهرة.
ويواصل مهرجان إفران الدولي، المنظم من طرف جمعية «منتدى إفران للثقافة والتنمية»، بشراكة مع عمالة إفران ومجلس الجهة، تقديم فعالياته على مدى الأيام القادمة، وسط ترحيب واسع وتوافد كثيف للزوار من مختلف مناطق المغرب وخارجه، ما يؤكد مكانة إفران كوجهة سياحية وثقافية متميزة خلال موسم الصيف.




