وأوضح ابراهيم أزواض، فاعل جمعوي بجماعة سيدي حساين بإقليم تارودانت، أن هذا المعلم الذي يصنف ضمن أجمل المخازن الجماعية المتواجدة بجهة سوس-ماسة، يتواجد بين منطقة تازناخت التابعة لإقليم ورزازات وتالوين الخاضعة لنفوذ عمالة إقليم تارودانت ويفصله بين الطريق التي تعبر المنطقتين المذكورتين كيلومترين، ويبلغ عمره أزيد من 500 سنة.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن هذه المخازن يتم فيها تخزين المنتوجات المحلية السنوية كالزرع والقمح والشعير والعدس والزيت والزعفران والمجوهرات الثمينة ووثائق ورسوم الملكية وغيرها، ويسهر على حمايتها رجل أمن خاص يتم سداد راتبه عن طريق هذه المنتوجات.
وأكد أزواض أن شباب المنطقة بتعاون مع عدة جهات أعاد ترميم هذا المعلم سنة 2019 ويتطلب المزيد من الاصلاحات لحمايته من الانهيار والاندثار، مشيرا إلى أن ما يميز «أكادير» أو «إيكودار» عن باقي المخازن المتواجدة ببعض أقاليم جهة سوس-ماسة، هو نوعية البناء ومكان التشييد، إذ شيد أسفل جبل أو ما يشبه شلال وعلى شكل الواقي من الحرارة، لتجنب آثار الفياضانات أو الأمطار العاصفية القوية أو أشعة الشمس الحارقة.
وتحافظ هذه المخازن على جودة المنتوجات الموضوعة بداخلها لأزيد من 5 سنوات دون أن يتغير لونها أو مذاقها، يقول الفاعل الجمعوي نفسه، مضيفا أن درجة الحرارة بداخل المخزن تكون منخفضة في فصل الصيف ومرتفعة في فصل الشتاء لتتناسب ورغبة السكان، فضلا عن تشييد خزان مائي بها أو ما يسمى بـ«المطفية»، ما يجعل أمر إنشاء هذه المعالم بسوس من طرف الأجداد بادرة غير مسبوقة وتستحق كل التنويه والتقدير وتؤكد إبداع عقولهم آنذاك ونظرتهم الثاقبة للظواهر الطبيعية.
ولا يكتفي السكان بتخزين منتجاتهم المجالية بهاته المخازن، يورد المتحدث، بل يتعدى الأمر ذلك لتصبح الملاذ الآمن لهم في حالة وقوع فيضانات أو هطول أمطار قوية وكذا ارتفاع درجة الحرارة لمستويات قياسية ويستمر مكوثهم فيها لأزيد من 3 أشهر، كما كانت تستخدم في حالة الحرب وحماية الأرواح من المحتل إبَّان فترة الاستعمار الإسباني والفرنسي للمغرب.
بدوره قال لحسن إدعلي منصور، أحد سكان المنطقة، إن هذه المخازن بعد إعادة ترميمها تبين أنها تتكون من أزيد من 105 غرف تعود ملكية كل واحدة منها لأسرة معينة بالدوار، مشددا على أن إيمانه بالدور الذي لعبته هذه المخازن جلعته من بين السكان الغيورين عليها والداعين دائما إلى حمايتها والحفاظ عليها، مطالبا الجهات الوصية على القطاع السياحي بإيلاء العناية اللازمة لها وترميمها كلما ساءت حالتها لرمزيتها التاريخية وباعتبارها تراثا محليا ثمينا.
محمد السعدوني، أحد الفاعلين المدنيين بجماعة سيدي حساين، أكد أن بعض السكان قاموا بتشييد دار للضيافة بالمنطقة لاستقبال السياح سواء المغاربة أو الأجانب الراغبين في اكتشاف هذه المعالم وباقي ما تتميز به سيدي حساين من مآثر ومؤهلات سياحية، مضيفا أن كل الظروف مواتية لاستقطاب الزوار من مختلف المناطق مع ضرورة بذل المزيد من الجهود للارتقاء والتعريف بها في أوسع نطاق.