وحسب المؤلّفة، فإنّ هذه الدراسة « نادرة في الاهتمام بالشعر المنثور، كجنسٍ شعريٍّ بديلٍ لم يحظَ باهتمامٍ كبيرٍ في عالمنا العربي، لإعادة النظر فيه علميًّا وأدبيًّا. فهي تدرس بعمق علاقة الشعر المنثور بحركة التّحديث الشعري وبالحداثة الشعريّة العالميّة؟ وتقرأ خصائصه ومفاهيمه ومقوِّماته؟ وتجيب على سؤال حول الدّلالات المعرفيّة والاصطلاحيّة لهذا اللّون الشعري؟ وهل الشعر المنثور تجاوزٌ وخرقٌ للحدود الأجناسيّة؟ ومَنْ هُم أعلام الشعر المنثور في شعرنا العربي؟ ».
من ثمّ، « اقتضت دراسة « الشعر المنثور والتحديث الشعريّ » منهاجيّة مُركّبة. وقد عملت المؤلّفة على توظيف « القيمة المهيمنة » للناقد ياكبسون، لضبط الخصائص المميّزة للشعر والنثر. وهو ما قادها إلى الانفتاح على نماذج شعريّة حديثة وقديمة من أمين الريحاني إلى أحمد زكي أبي شادي، وأحمد شوقي، وجبران خليل جبران، ومحمد الصبّاغ، ونسيب عريضة، وخليل مطران، والشابي، وأنسي الحاج، ومحمود درويش، ومحمد بنّيس، وغيرهم. بالإضافة إلى نماذج من النثر المسجوع، والمقامة، والكتاب المقدس، وغيرها، لنوضّح التنويعات النصية وإبدالاتها التي عرفتها القصيدة العربيّة بظهور الشعر المنثور الذي دعا إليه أمين الريحاني برؤية جديدة مُنفَتِحة ».
فالدراسة، كما يرى الناقد محمد مفتاح في تقديمه للطّبعة الثانيّة، « دراسة نسقيّة. « نسقيّة مُنفَتِحة وليست منغلقة مُكْتَفِيّة بذاتها آيلة إِلى الإِضْوَاء والانقراض ». وذلك من حيث « مراعاة تعدد المؤثرات والمكوِّنات والعناصر ومن حَيْثُ رَصْدُ تفاعلها في البيئة الشعريّة العربيّة، ومع المنجز العالمي ».