في البيّان الخاصّ بـLe360 يقول الأساتذ الباحث الحاصل على الدكتوراه في السينما والسمعي البصري بأنّ موضوع الكتاب «هو بداية الفيلم الوثائقي المغربي. أي منذ نشأته، أو بعبارة أكثر دقة أنني أردت أن تختص دراستي بالفيلم الوثائقي الذي أنتج وصوّر بالمغرب إبان الاستعمار. فقد حاولت فيه أن أركز على حقبة الاستعمار، إذْ رأيت أنه من الملائم أن تنطلق دراسة الفيلم الوثائقي الكولونيالي، من البحث عن أسسه، ومصادر نشأته الأولى بالمغرب، أي من تلك البدايات التي قد نستخف اليوم أو نختلف بشأنها ومستوى ما تضمنته من قيم فكرية وعناصر فنية. محاولا تقسيمها إلى مراحل مختلفة. وأن أضع خريطة لتاريخ السينما الوثائقية المغربية منذ البدايات إلى سنة استقلال المغرب. توقفت عند المحطات التي اعتبرتها علامات مميزة في تطور هذا الفيلم وسيرورته، بوضع فيلموغرافيا مدققة على الفيلم الوثائقي الكولونيالي».
يُضيف صاحب «لالة فاطمة» بأنّه «نظرا لقلة هذه الأفلام وانعدامها أحيانا، فقد تحول بحثي عنها في بعض الأحيان إلى تنقيب عن الأسباب التي أدت إلى إهمالها وفقدانها. فواجهتني عدة أسئلة من بينها هل هذه الأشرطة أفلام وثائقية؟ إذا كانت كذلك هل هي مغربية أم لا؟ هذه الأفلام عبارة عن صور متحركة باللونين الأبيض والأسود، أغلبها بدون تعليق، في أغلب الأحيان لا تتوفر حتى على الصوت، لم ندقق هل هي ريبورتاجات، أفلام تسجيلية أم أفلاما وثائقية بالمفهوم العلمي الحديث؟ أولا لأن هذا التدقيق لن يجعلنا نتقدم في البحث».
كما اعتبر الباحث بأنّ «أي صورة متحركة فهي وثيقة لتاريخ المغرب. الأكيد أن هذه الأفلام أنجزها أجانب عن المغرب أي النظرة التي تعبر عنها هي نظرة خارجية، مترفعة تنظر إلى المغربي على أنه شيء من الطبيعة. رغم هذا اعتبرتها أفلاما وثائقية مغربية لأنها موثقة بالصورة وتعطينا رؤية واضحة عن المغرب وسكانه. ولأنها أيضا صورت في ديكورات طبيعية وبشخوص اليومي والمعيش. حاولت من خلال هذا الكتاب أن أساهم في التفكير في العلاقة الموجودة بين السينما الوثائقية والاستعمار».
ولحظة اشتغاله على الكتاب، تواصل المخرج مع عدد كبير من المؤسسات المهتمّة بالشأن السينمائي. يقول: «سألت جميع الجهات التي لها علاقة بالفيلم الوثائقي في المغرب وخارجه، أخص بالذكر المركز السينمائي المغربي. كما شاهدت أغلب الأشرطة الوثائقية التي صورت في فترة الاستعمار، لكي أتعرف على إدراكها للمجتمع المغربي آنذاك، والصورة التي قدمت بها المغاربة، كيف فسرت احتلالها للمغرب؟ عبر هذه الأسئلة تمحور هذا الإصدار».
جدير بالذكر أنّ رشيد العروصي، اشتهر بالعديد من الأعمال التلفزيونية ذات النمط الاجتماعي والتي ما يزال وقعها كبيراً على مخيلة المجتمع مثل «لالة فاطمة» و«سي مربوح» وغيرها من الأعمال الأخرى مثل فيلم «المطلقة» ونماذج مسرحية معيّنة ذات بعد اجتماعي.