سهرات وأمسيات ما بعد الإفطار
تتواصل السهرات الرمضانية هذه الأيام في مدينة طنجة على إيقاعات فنية عريقة تستقطب جمهورا ذواقا ومتجاوبا مع الأغنية الأندلسية والصوفية والدينية، لترحل به من القاعات المنتشرة بالمدينة في ساعات معدودات نحو زمن الموشحات الأندلسية وقصائد الملحون والإيقاع الصوفي نحو عالم الاستمتاع.
ومع مرور أيام رمضان، تحولت قاعات بوكماخ ومركز الشباب حسنونة وقاعات أخرى بمدينة طنجة الى فضاء يستقطب المئات من ساكنة المدينة للاستمتاع بسهرات يحييها أبرز الفنانين المغاربة في أمسيات نالت إعجاب الجميع في ليالي رمضان لهذا العام.
وفي هذه السهرات الموسيقية، أبدعت في طبعة هذا العام حناجر فنانين من مختلف الأصوات من بينهم مطربي الموسيقى الأندلسية وموسيقى عيساوة والطرب الصوفي وتمكنوا بإيقاعاتهم وسهراتهم المتنوعة بطنجة من استمالة فئة كبيرة من الجمهور الطنجاوي ورحلوا به إلى عوالم المتعة إلى غاية الفجر.
ولم تكن وحدها الأمسيات الموسيقية هي من استقطبت الساكنة بطنجة خلال رمضان، ففي ليالي هذا الشهر المبارك كانت وجهة شباب المدينة نحو عدد من ملاعب القرب التي تحولت إلى مدرجات ملاعب مكتظة بالجمهور، الذي يتابع دوريات رمضانية في كرة القدم يتابعها يوميا المئات من شباب الأحياء الذين يشجعون فرقهم المشاركة للفوز بالدوري.
وبدور الشباب أيضا عاشت الساكنة مواعيد ثقافية ولقاءات شعرية ابدعت فيها الشاعرات كما الشعراء عبر إلقاء قصائد متنوعة في إطار سهرات برنامج رمضانيات طنجة والذي فسح المجال أمام عدد من رموز طنجة في مجالات متعددة لكشف تاريخ المدينة في المجال الثقافي والرياضي والفكري.
سمر على ضفاف الأطلسي والمتوسطي
ما إن تنتهي صلاة العشاء والتراويح بمختلف مساجد طنجة، يتنوع إقبال الشباب نحو أماكن متعددة بينها المقاهي بوسط المدينة العتيقة لطنجة على الخصوص إلى جانب كورنيش طنجة وساحات وحدائق أخرى تستقطب الآباء والأمهات مع أطفالهن.
ضفاف البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي بدءً من منطقة المنار حتى كورنيش جزناية مرورا بمرقالة والرميلات وأشقار، تستقطب هي الأخرى عشاق البحر في ليالي رمضان بمدينة طنجة حيث يبقى بعض من الشباب والساكنة عموما حتى وقت متأخر من الليل واقتراب موعد السحور على كوب شاي بالنعناع أو بـ«العشوب» والاستمتاع بمنظر مياه الأطلسي والمتوسطي المظلمة وأضواء المدينة.
ويجد الساكنة ضالتهم في ليل رمضان بمختلف الشواطئ والساحات والحدائق كحديقة فيلا هاريس للاستمتاع بالمشي ليلا ولعب أنواع من الرياضات الفردية والجماعية قبل الانصراف للنوم وتناول وجبة السحور، حيث يعتبر البعض ليالي الشهر من الأيام المميزة للجميع والتي لا تتكرر مرة أخرى في العام فيحاول الناس استغلالها لقضاء وقت ممتع يمتزج بروح الشهر الكريم.