يأتي هذا الفوز ليضع مرة أخرى السينما المغربية ضمن خارطة السينمات الأكثر تتبعاً بالعالم العربي، بحكم ما حظيت به في السنوات الأخيرة من قدرة فعّالة على التأثير والعمل على خلق جماليات جديدة تتأمّل التاريخ وترصد الواقع وتحولاته. فمنذ تتويج أفلام مغربية في إحدى دورات مهرجان كان للسينما، شغلت السينما المغربية حيزاً كبيراً ضمن المسار الجمالي الذي عرفه الفن بالمغرب. ذلك ان أغلب الأفلام التي تمثل المغرب في مهرجانات دولية أصبحت تمتلك من الجرأة الفنية ما يجعلها تفوز بالعديد من الجوائز داخل المهرجان الواحد. كل هذا في قتٍ لم تكن فيه الأفلام تتجاوز جغرافيا الوطن، لكنها أصبحت اليوم تُسافر وتُمتحن وتفوز بأكبر الجوائز الدولية.
يندرج فيلم «عصابات» ضمن أفلام الجريمة التي ظلت غائبة عن السينما المغربية. غير أنّ اختيار الأزرق للعالم السفلي لمدينة الدارالبيضاء، يأتي وفق آلية فنية بها يدين الواقع. ذلك إنّ الصور تُظهر أكثر ممّا تُضمر وتُعرّي وتبوح أكثر ممّا قد تخفي. ورغم الجدل الذي رافق هذا الفيلم منذ عرضه أول مرة، إلاّ أنّه في الحقيقة من الأفلام التي حظيت بإجماع الناس والنقاد واللجان واعتبروه فيلماً مميّزاً يُتيح للمرء فهم التحوّلات الجمالية التي باتت تعرفها السينما المغربية في السنوات الأخيرة.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا