يأتي هذا التكريم لكمال كمال إلى جانب عرض بعض أفلامه مثل « السمفونية المغربية » و »الصوت الخفي » بسبب ما راكمه من تجربة سينمائية مغايرة، استطاع أنْ يحفر اسمه عميقاً في تربة السينما المغربية ويعمل على البحث لها عن سيرة أخرى في ذهنية المشاهد. فلا غرابة أنْ تخلق أعمال كمال كمال الحدث السينمائي بالمغرب وتُثير أفلامه الكثير من الأسئلة القلقة حول التاريخ والواقع والذاكرة والجسد وحرية التعبير. إنّها سينما عالمة بمفاهيمها وقوية بأفكارها ومُفكّكة بأسلوبها الفيلمي لدرجة أن مشاهدة أفلام كمال كمال تجعلنا أمام صورة سينمائية مختلفة من حيث التأطير واللون، إنّها صُوَرٌ مينيمالية تقبض عن بعضِ من فداحة الوجود الإنساني وتُسلّط الضوء على أحلام الناس ومواهبهم كما هو الحال في « السمفونية المغربية ».
تمنح أفلام كمال بالنسبة للمشاهد متعة بصرية حقيقية وللنقاد قدرة على التفكير في بعض المفاهيم والقضايا والإشكالات ذات الصلة بالمجتمع المغربي في علاقته بماضيه. غير أن أفلام كمال لا تُعيد محاكاة الواقع، بقدر ما تتطلّع عبر عنصر الصورة إلى القبض عن الواقع وتحويله إلى صورة متخيّلة باقية في الذاكرة والوجدان.