تقول المخرجة لـ le360 بأنّ فيلمها عن غناوة أخذ منها وقتاً طويلاً، خاصّة في مرحلة المونتاج التي تُعتبر في نظرها أصعب مراحل الفيلم. وذلك بحكم ما يطبع المونتاج من عملية تفكر صعبة قبل الشروع في العمل. وترى الباحثة بأنّها فيلمها لا يرصد تاريخ غناوة بالمغرب، بل وإنّما يتحدث عن آلة السنتير في علاقتها بشخصية « الصدّيق ». رجل بسيط وشعبي يعيش في المدينة القديمة للصويرة. يشتغل صياداً ويُقضي ساحبة يومه ببيته الشعبي رفقة القطط يُعدّل آلته الموسيقية في انتظار ليلة الحجبة التي تُعتبر أحد أبرز المراسيم عند الغناويين، بحكم ما يرافقها من غناء وعزف ورقص وجذب بحضور رجال ونساء.
تُصوّر عناب فيلمها من خلال شخصية الصديق، إذْ تُقيم من الناحية الفنية خطاً بصرياً متوازياً بين تصوير آلة السنتير، ثم شخصية البطل. وشيئاً فشيئاً يدرك المتلقي أن المخرجة تحاول إبراز العلاقة المتشابهة بين السنتير والبشر. فهما يمُرّان من نفس المراحل الجنينية قبل أن يكتمل العمل/الإنسان. تُصور جميلة الآلة منذ اللحظات الاولى من تشكلها قبل اكتمالها، وصولاً إلى تربّعها في يد الفنان. بل إن شخصية الصديق بعفويتها تعتبر السنتير عبارة عن كائن حيّ يُحسّ، فلكما اعتنيت به أكثر، أتاح لك إمكانات كبيرة على مستوى العزف.
