ينتمي المخرج عبد القادر لقطع إلى فئةٍ قليلة من المخرجين السينمائيين، ممّن وضعوا السينما على حافة الجرح، بحيث شرع لقطع منذ فيلمه « حب في الدارالبيضاء » على اختراق مكبوث المجتمع وتعرية واقعه.
طرح لقطع في مختلف أفلامه السينمائية سؤالاً مركزياً وأساسياً يتمثّل في الجسد الذي يعد مدخلاً أساسياً في سينما. فعبر هذا المفهوم حاول لقطع في « حبّ في الدارالبيضاء » تصوير عادات وتقاليد المغاربة برؤية فنية مذهلة تُعرّي أوهام الواقع وتكشف أوهامه وتحولات. وذلك عبر مفهوم الحب بكل حمولاته النفسية والاجتماعية والجنسية. واعتبر الفيلم أحد الأعمال السينمائية الجريئة التي اخترقت الواقع وحاولت عبر الصورة أنْ ترصد مكبوث المجتمع في علاقته بالعادات والتقاليد. لهذا تُشكّل سينما لقطع خرقاً حقيقياً للسينما التقليدية التي تنقل الواقع بطريقةٍ فجّة ومباشرة تتعامل مع الواقع بـ « المحاكاة » دون أنْ تُفكّر بالثورة عليه جمالياً كما فعل لقطع في عدد من أفلام السينمائية. لكنْ إلى جانب مفهوم الحبّ ارتكزت أفلام لقطع على مفهوم المدينة وذلك من خلال نسج علاقة قويّة بالفضاء وجعله مادة للتفكير والكتابة.
في فيلمه « نصف سماء » ينسج لقطع علاقة قوية مع السيرة الذاتية للشاعر عبد اللطيف اللعبي وزوجته جوسلين صعب. إذْ يرصد لقطع في هذا الفيلم المؤلم المراحل العصيبة التي مرّت منها سيرة اللعبي وتأثيرها على نفسية جوسلين. عمل لقطع وبقوة على تصوير هذه السيرة ونقلها إلى عرش الصورة السينمائية بطريقةٍ يعيد معها لقطع طرح العديد من الأسئلة المعلّقة حول سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.