تأهيل مغارة هرقل بعاصمة البوغاز، والتي يقصدها عدد من السياح المغاربة والأجانب، جاء لأسباب عديدة من بينها كون المعلمة التي تمثل بالنسبة لمدينة طنجة رمزا مهما، تعرضت في السنوات الأخيرة للتدهور بفعل الاستغلال غير المنظم من لدن بعض التجار العشوائيين، والذي أضر برونقها وبهيكلها، وكذا بفعل عوامل طبيعية نتجت عن تسرب مياه الأمطار إلى داخل المغارة.
© Copyright : Le360
أنور الأموي، المهندس المكلف بتأهيل مغارة هرقل، أكد في تصريح صحفي أن تأهيل هذا الموقع، أعاد الاعتبار لواحدة من أبرز معالم المدينة ثقافيا وسياحيا وتاريخيا.
وأشار إلى أن عمليات التدخل همت تنقية المغارة من الداخل وتدعيم هيكلها والعمل على تقليل تسربات مياه الأمطار وإعطائها شكلا هندسيا متناسقا مع قيمتها التاريخية والعمل على تقوية الإنارة في الداخل والخارج حتى تشكل بالنسبة للزائر تجربة راسخة في الذاكرة.
وظلت مغارة "هرقل" بمنطقة أشقار غرب مدينة طنجة، من بين المواقع التاريخية التي تشتهر بها المدينة، المغارة التي تم اكتشافها عام 1906، من أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد بها سراديب تمتد على مسافة 30 كلم مترا في باطن الأرض، وتعد من بين أهم المغارات المغربية التي تحظى باحترام وطني ودولي، ويعتقد حسب المؤرخين كونها استغلت كمعمل لصناعة الرحي منذ الفترة الرومانية حتى العصر الحديث والتي نقل غالبيتها إلى مدينة ليكسوس بالعرائش، حيث كان سكان المغارة قديما يقومون باستخراج كتل دائرية من الحجر الكلسي من أجل صنع الرحي.
تبقى الإشارة إلى أن مغارة هرقل بطنجة تنتمي إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، ويعود تاريخ الآثار المكتشفة ببعض هذه المغارات إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وتضم تماثيل آدمية وأدوات حجرية وخزفية تدل على أهمية الحضارة التي عرفتها المنطقة خلال العصر الحجري الحديث.