ويقام المعرض برواق مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية والتربية والتكوين،الجهة المنظمة، وتمتد فعالياته من 7 نوفمبر إلى 2 دجنبر.
تندرج أعمال اجبيل، في سجلات ما يعرف بالفن الخام، ويحضر فيها اللون كحالة طقسية، يمتزج فيها أكثر من لون، تحدها خطوط تتعايش معها وتدغم فيها، لتخلق فيما بينها نوعا من التآلف والعمق، فيما تبرز خطوط نحاسية وفضية، تقوي الحركة لتضفي على العمل نوعا من التمازج الهارموني، يسافر بالعين نحو زمن حياة بعيد.
يحوط الفنان أشكاله التعبيرية والرمزية بالمادة كنوع من الاحتواء، ليجعل منها مجالا مصغرا يحاكي مجمل مساحة اللوحة، خاصة في أعماله التجريدية الحاضرة في هذا المعرض.
و بين المساحات العرضية الكبيرة للبقع اللونية وملامس خشنة وناعمة ناتجة عن خامات عميقة تتشكل من عجائن ومواد، تنكسر على السطح فتحدث ما يشبه حوار للون والمادة يبرز أثره على القماش في التغيرات التي تعرفها درجة الألوان، وكذا على مستوى النتوءات وتشكل الخطوط.
ومن أجل الوصول إلى هذه التفاعلات، يعتمد في تقنياته على النار والتدليك كخاصيتين أساسيتين تميزانه، إضافة إلى الإشباع اللوني وفق طبقات مختلفة تكون محصلتها فرشاة صعبة المزج بين كتلها.
ويقول الناقد شفيق الزكاري، "إن عمل (اجبيل)، اتخذ من شكل الدائرة منطلقا محوريا تدور في فلكه كل الأشكال المحيطة به، باعتباره المحرك الأساسي لكل التقابلات الضوئية التي اعتمدت في سندها على اللون الأسود وجعلت من القاعدة بؤرة وأرضية لاحتمالات مرئية متعددة، تخضع لنماذج مباشرة لا تحرض على التأويل".
ويشير بأن الغرض من وراء ذلك، هو "فقط الوقوف على مظهر متغير من مظاهر الطبيعة بسمائها وشمسها وأرضها بطبقات جيولوجية تحيل المشاهد مباشرة وبدون تفكير، على تلك العلاقة الممكنة بين القطعة النقدية والأرض في بعدهما التاريخي، سواء تعلق الأمر بالبحث والتنقيب عن الكنوز، أو بما يحاول (جبيل) تمريره كخطاب تؤثثه عناصر فنية، استطاع من خلالها أن يثير أسئلة تاريخية تعذرت الإجابة عنها".
ويؤكد بأن اجبيل استطاع في هذه التجربة، أن يلامس بعض القضايا التي تخص تطويع المادة وتمطيطها، وانتقل من بعدين لثلاثة أبعاد فأصبح السند لديه مسرحا لتجارب جمعت بين النحت والصباغة.