ويأتي هذا اللقاء من أجل تأمّل مفهوم التجربة الأدبية لدى مصطفى لغتيري، باعتباره واحداً من الأدباء المغاربة الذين حققوا تراكماً كمياً مختلفاً في أجناس أدبية ذات صلة بالقصة والشعر والرواية. ما يعطي لتجربته الأدبية طابع التعدد والتميّز من ناحية اختيار المواضيع والتعبير عنها وفق أشكال أدبية مختلفة. فالذائقة الشعورية للموضوع هي من يُحدّد الجنس الذي ترغب أنْ تكون فيه وليس الكاتب. وعلى مدار سنوات ظلّ اسم لغتيري حاضراً في المجال الثقافي المغربي عبر مؤلفات منتظمة الصدور تغذّي رغبته في الكتابة والتميّز ويحاول عبر الكتابة أنْ يقيم جسراً ثقافياً مع عدد من القراء من أجل تحقيق نوع من المثاقفة التلقائية التي تتم عبر آلية القراءة.
وإذا كان لغتيري دائم النشر فذلك يعود إلى علاقته بفعل الكتابة وقيمتها ومركزيتها في تجربته الأدبية ورهانه عليها، بوصفها قيمة مضافة بالنسبة لأي شخص يعمل في المجال التعليمي، لكونها تعطي للأستاذ مساحة كبيرة للتعبير تجعله ينقل التجربة إلى الآخر.
يشارك في هذا اللقاء مجموعة من الباحثين مثل محمد النظام ومصطفى الزعير وليلى التجري وأشرف بولمقوس، حيث سيقدمون مجموعة من الدراسات عبارة عن قراءات في هذا الكتاب من أجل تقديم مضامين إلى القارئ.