يحتل عبد الفتاح كيليطو مكانة كبيرة داخل الثقافة المغربية، فهو يُعد من النقاد المغاربة الأكثر حضوراً في المشهد الثقافي وذلك بحكم الإمكانات المعرفية التي تتميّز بها مؤلفاته. فقد استطاع كيليطو عبر سنوات طويلة أنْ يظلّ الناقد الأكثر شهرة سواء داخل المغرب أو خارجه. والحق أنّ هذا البقاء داخل المشهد الثقافي، رغم التحوّلات التي عرفها القطاع نابعٌ بالأساس من مكانة رمزية تتنزّلها كتبه المتعدّدة بالفرنسية والعربية والدور الذي تلعبه على مستوى ضخ دماء جديدة في شرايين النقد المغربي. فكتابات كيليطو لا تُشبه الكتابات الأخرى، فهو يسعى دائماً إلى خلق علاقة خاصّة مع النصوص الأدبيّة القديمة ومحاولة تقديم قراءة مغايرة لهذه النصوص، لا تقتصر على إعادة تكرار القراءات الأخرى، بقدر ما يحرص على الحفر في بنية اللامفكّر فيه داخل هذه النصوص الأدبيّة.
تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يفتح الأجيال الجديدة على كتابات كيليطو وإعادة التعريف بها لهذه الأجيال، لكونها تفتح مشاغلهم العلمية على دراسة سرديات الأدب القديم والانصات على ما يقترحه هذا الأدب القديم على الدارسين المعاصرين. بيد أنّ ما يميّز كتابات كيليطو ليس فقط انهماكه في قراءة ودراسة الأدب القديم، وإنّما الخطاب النقدي الذي بمقتضاه يكتب كيليطو، فهو نقد يقترب من الفكر على مستوى المنطلقات المعرفية، بحكم ارتكازه أحياناً على مصادر فكرية تتجاوز الطابع الأدبي.




