الشاعر والناقد صلاح بوسريف يكتب «رسالة في الشعر»

صلاح بوسريف

في 20/02/2025 على الساعة 11:31

أصدر الشاعر صلاح بوسريف كتابه الجديد «رسالة في الشعر»، ضمن منشورات دار فضاءات بعمان. وهو عبارة عن كتاب يستدرج فيه الكاتب القارئ، صوب مفهوم الشعر وخصائص وجمالياته.

يأتي هذا الكتاب وفق قناعة ذاتية آمن بها بوسريف في الحدود المنهجية والإمكانات التخييلية التي تُتيحها الكتابة الشعريّة عن طريق الانفتاح الأجناس. فهو من الشعراء القلائل الذين آمنوا بـ«القصيدة» وجعلوا منها أفقاً أدبياً ومختبراً فكرياً للعبير عن الذات والواقع. ففي الوقت التي غادر فيه الشعراء القصيدة، ظلّ بوسريف مُقيماً في عزلته الشعرية، محاولاً خلق نوع من « التهوية » في كلّ ما يكتبه من دواوين شعرية منذ ثمانينيات القرن المنصرم.

فهذا الجيل الذي ينتمي إليه الشاعر، استطاع أنْ يخلق قصيدته الخاصّة التي تنزع صوب الذات في لحظات التشظي والمعاناة، مراهنة على البُعد المعرفي في بناء شرعية العمل الشعري. إنّ هذا الجيل الثالث في المشهد المغربي، حرص أنْ تكون قصيدته قصيدة جسد بامتياز، فهي قصيدة تكتب ذاتها من خلال الواقع، لكنّها تعطي لفعل الكتابة هاجساً معرفياً للحفر في التراث الإنساني كما هو الحال في كتابات بوسريف مع التراث الصوفي.

يقول في كتابه الجديد «لا يمكن للشعر أنْ يكون تاريخاً أو كلاماً قيل من قبل شعراء، غالباً ما نأتي بهم من الماضي، أو نوقظهم من نومهم ليُضاهي بهم ما نسمعه ونقرؤه من شعر معاصر، اعتباراً لقولة البغدادي « المعاصرة حجاب» فقط لنقول للقارئ: إذا رغبت أنْ تقرأ الشعر أو تعرفه وتعرف ما يكون، التفت خلفك، الشعر هو نفسه التاريخ، ما أصبح يقال بصيغة الماضي. وهذه أسوأ الحجج والبراهين التي بها نُسيئ إلى الحاضر، لأنه لم يصر ماضياً وللحي لأنه لم يمت بعد».

يضيف « أكتفي في هذا السياق، بالإشارة إلى وضع الشاعر العربي المعاصر، كونه معنا، معاصراً لنا، فنحن نُضمر له الشر لا الشعر لأننا لم نقرأه كاملا، ولا لتصوّره للشعر أو ما يذهب إليه من نظرية في الشعر، اكتفينا منها بالنُتف والتراقيع لا نتفحّص أعمال الشاعر ولا ندققها ولا نقرؤها بموضوعية وفي سياقاتها الشعرية والفكرية أو الفنية ـ الجمالية وما يتبناه من مفاهيم ومن رؤى وما فيها جديد وما فيها ماضوي أو لم يخرج من سلطة وحضور الماضي فيها، لنكون داخل الشعر، لا خارجه، وليكون الشعر ما نقصده لا الشاعر في ذاته أو الشخص لا النصّ ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 20/02/2025 على الساعة 11:31