وتُعتبر المجلة متخصصة في النقد الأدبي، إذْ تُراهن في مختلف أعدادها على طرق موضوعات جديدة تتّصل بالنقد الأدبي فتُضيء مفاهيمه وإشكالياته، خاصّة وأنّ الأنقد الأدبي بدا في الآونة والأخيرة وكأنّه يُكتب بلغةٍ واحدة، بل إنّ بعض الدراسات تكاد تكون مُتشابهة ويطغى عليها التكرار والاجترار، لهذا فإنّ مثل هذه الأعداد قادرة على تشذيب النقد وجعله عملية فكريّة قادرة على بلورة الأفكار والمفاهيم وإخضاعها إلى أليةٍ تحليلية تُعطّل معها كلّ المُنطلقات النقديّة الخاضعة لوصف والحكي.
ويتضمن العدد الجديد «مجموعة من الدراسات بالعربية والإنجليزية ومقالات مترجمة لباحثين من المغرب ومن الهند وفلسطين وكندا، والجزائر، والعراق، ومراجعات لكتب حول النقد البيئي، بوصفه ممارسة فكرية غير متجانسة. وقد قدمت حوله عدة تعريفات مستمدة من تصورات نظرية مختلفة، ولكنها تدور حول دراسة العلاقة بين الأدب والوسط البيئي المادي، أي الطبيعة بمختلف أنواعها المشكلة للأرض، للكرة الأرضية، بمكونها الإنساني والحيواني والنباتي والطبيعي بالمعنى الواسع».
ويروم هذا العدد « محاولة توسيع البحث في النقد البيئي وبخاصة في مجال المحكيات الأدبية، أي في معالجة السرد البيئي ومكوناته المختلفة في السرد الروائي والقصصي المغربي والقومي والعالمي، وفتح هذه السرود على آفاق السرد البيئي الذي قد تغني رؤيتنا وتصورنا للممارسة النظرية والتطبيقية لسرودنا المختلفة، والكشف فيها عن مدى حضور البيئة في هذا السرد، وكيفية حضوره فيها، وكذا موقع الإنسان في علاقته مع البيئة المحيطة به وتمثّلاته لها في السرد، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه كل ذلك في توسيع رؤى السرد ومجالاته، ومواجهته للقضايا الإنسانية والبيئية الراهنة».
وقد شارك في هذا العدد: أحمد بوحسن، شيريل غلوتفيلتي، تيموذي كلارك، نصرالدين الكزار، لحسن حمامة، مصطفى فهمي، نادية هناوي، كلار براندابور، خاليد مجاد، وافية حملاوي، سينجيني كوندو، بيان حداد.
أما مراجعات الكتب، فقد شملت مؤلفات ماركو كاراشيولو، أبو المعاطي الرمادي ومعجب العدواني وآخرون، خاليد مجاد، مايكل كرونين. في حين أنجزها كل من نصرالدين الكزار وعايدي علي جمعة وأديتا كومار باندا وهاجر بوكنانة.