ورغم أن مدينة وجدة لا تحتضن مباريات كأس الأمم الإفريقية «كان المغرب 2025»، إلا أن أجواء العرس الكروي القاري تخترق فضاءات وحدائق عاصمة جهة الشرق، حيث شكلت الدورة الرابعة لـ«المعرض الإفريقي»، التي نظمتها جمعية رواد التغيير للتنمية والثقافة، مناسبة بارزة لالتقاء الطلبة والمهاجرين الأفارقة من جنسيات مختلفة، وللاحتفاء بثقافات القارة السمراء، في تزامن رمزي مع احتضان المغرب لهذا الحدث الرياضي القاري الكبير.
وقد تحولت حديقة لالة عائشة التاريخية إلى فضاء للتعبير عن الفخر بالهوية الإفريقية، ولتبادل مشاعر الفرح والتشجيع للمنتخبات الوطنية المشاركة في «كان المغرب 2025».
وعبّرت مشاركة سنغالية عن سعادتها الغامرة بتنظيم المغرب لكأس الأمم الإفريقية، مؤكدة أن العلاقات بين المغرب والسنغال تقوم على المحبة والتقدير المتبادل، ومشيدة بالدور الذي يضطلع به الملك محمد السادس في توطيد روابط الأخوة بين البلدين، ومعتبرة أن هذه الأجواء تعكس عمق الاندماج والتعايش، وتمنح الفرصة لتقاسم لحظات ثقافية وإنسانية مميزة مع المغاربة.
من جهتها، أبرزت طالبة من الكاميرون أن مشاركتها في المعرض جاءت للتعريف بالأزياء التقليدية الإفريقية التي تمثل ثقافة بلدها، معربة، في الآن ذاته، عن إعجابها الكبير بحسن تنظيم المغرب لبطولة كأس إفريقيا، ومعربة عن أملها في أن يظفر منتخب بلادها الأسود غير المروضة باللقب الإفريقي.
أما عبد الرحمن، وهو طالب بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الأول، فقد عبّر عن حماسه الكبير لمتابعة مشاركة منتخب بلاده في «الكان»، مؤكداً أن الجالية السودانية تتابع البطولة بشغف، وتأمل في تحقيق منتخب السودان لنتائج إيجابية وبلوغ الأدوار المتقدمة، ومشيرا إلى تطلعات الجماهير السودانية لرؤية منتخب قوي يضم لاعبين محترفين قادرين على المنافسة على اللقب القاري مستقبلا.
ويعكس هذا التفاعل الإفريقي داخل جامعة محمد الأول بوجدة، من خلال المعرض الإفريقي وأجواء «كان المغرب 2025»، صورة مصغرة عن إفريقيا المتنوعة والموحدة في آن واحد، حيث تتقاطع الرياضة بالثقافة، ويتحول الحدث الكروي إلى جسر للتقارب والتعارف، يؤكد من جديد مكانة المغرب كأرض للقاء والتعايش، وفضاء جامع لأبناء القارة الإفريقية.




