يأتي الكتاب عبارة عن دراسة تاريخية تحفر مجراها عميقاً في العلاقات المغربية الهولندية من خلال أرشيف لاهاي. خاصة في وقتٍ لا نعثر فيها على دراسات كثيرة حول المغرب وهولاندا رغم العلاقة الثرّة والغنية التي طبعت البلدين عبر تاريخهما الطويل. ويحرص محمد العمراني، أستاذ التعليم العالي بفاس، أنْ يكون كتابه هذا مطبوعاً بميسمٍ تاريخي يحاول من خلاله تأصيل حدود العلاقة ورصد إمكانات التقاطع والتلاقي بين البلدين على خلفية التاريخ المشترك. وتبرز قيمة هذه الدراسة في كونها لا تعود إلى الكتاب والمراجع وإنما تجعل من الأرشيف أوّل خطوة منهجية لقراءة وتأمّل تاريخ البلدين. إنّ الأرشيف يساهم إلى حدّ كبير في إبراز معالم تاريخ جديد غير مطروق من قبل، إذْ تكشف لنا بعض الأرشيفات عن وثائق أخرى تسعف المؤرخ على تفنيد بعض الحقائق والأحداث التاريخيّة وإعادة كتابة تاريخ جديد انطلاقاً من المعلومات المتوفّرة في الموضوع.
يقول الأكاديمي « اليوم بعد سنوات من الاحتكاك العلمي بهذه الوثائق، تيسّر لي بعون الله وفضله أن أقدم للباحثين والمهتمين بمجالات العلاقات المغربية الأوروبية هذا الكتاب عن المغرب وهولندا إبان عهد السلطان مولاي إسماعيل من خلال وثائق الأرشيف الوطني في لاهاي، وهو كتاب يندرج ضمن مشروع علمي شامل يستهدف إبراز حضور المغرب في الأرشيف الهولندي خلال العصرين الحديث والمعاصر(1605 إلى 1956) ».
