وشهدت هذه التظاهرة الوطنية حضور الآلاف من المتفرجين، الذين تابعوا باهتمام العروض المبهرة لفن استعمال السلاح، المنفذة بإتقان وانسجام مع أنغام مستمدة من الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية، في تعبير رمزي عن عظمة المملكة واعتزاز الشعب المغربي بتراثه.
وانطلق موكب المشاعل والفرسان والموسيقيين التابعين للحرس الملكي من الإقامة الملكية بالمضيق، متوجهاً نحو ساحة الكورنيش مرورا بشارع للا نزهة، حيث عاش الجمهور لحظات احتفالية مميزة جمعت بين الإبداع الفني والأجواء الوطنية المبهجة.
طواف المشاعل للحرس الملكي بشوارع تطوان. le360
كما أثارت اللوحات الفنية للفرسان إعجاب الحضور بفضل الانضباط في الأداء والتناغم بين الحركات والإيقاعات، فيما أبهرت الفرقة النحاسية بقطع موسيقية زادت العرض إيقاعاً وحيوية، ليبلغ الحفل ذروته مع مشاركة الجوق السمفوني الملكي بقيادة عازف الغيتار أليكسي باديانوف، الذي قدم مقطوعات متميزة من موسيقى الجاز الكلاسيكية في توليفة جمعت بين الأصالة والحداثة.
ويعود تنظيم طواف المشاعل إلى سنة 1947، حيث دأب الحرس الملكي على إحيائه كل عام، ليجسد مظهراً من مظاهر الإبداع المغربي المتفرد ورافداً من روافد الاحتفالات الوطنية بعيد العرش وعيد الشباب، محافظاً بذلك على استمرارية تقليد يجمع بين العراقة الفنية والرمزية الوطنية.
ويواصل هذا الطواف، برمزيته وجاذبيته، استقطاب أعداد متزايدة من الجمهور، تأكيداً على ارتباط المغاربة العميق بتقاليدهم الراسخة واحتفائهم المستمر بمناسباتهم الوطنية.










