منذ الإعلان عن بوستر الندوة أثارت الندوة جدلاً ثقافياً واسعاً في صفوف المثقفين بسبب عنوان الندوة الذي بدا للكثيرين أنّه عنوان لا يعبّر عن روح أدب محمد شكري وقيمته ككاتب وروائي استطاع أنْ يخترق الآفاق ويصنع من معاناته سيرة أدبية، بقدر ما تعبّر عن مرارة حياته، تكشف من جهة أخرى عن الوضعية الاجتماعية التي كان يعيش فيها المغرب منذ ما سمي بمجاعة الريف. أثار عنوان «اللا أخلاقي» ردود أفعال بالنسبة للمثقفين الذين اعتبروه «لا أخلاقياً» ولا يُضمر في طيّاته أيّ وعي دقيق بمفهوم الكتابة الأدبيّة عند «الخبز الحافي» وقدرة شكري منذ «زمن الأخطاء» على اتباع نمط سرديّ مختلف يهتمّ بشكل أقوى بالشكل الأدبي ويعطي للأسلوب مكانة بارزة في بناء شعريّة النصّ.
كلمة «لا أخلاقي» جعلت المثقفين ينتفضون حول الجهة المُنظّمة للندوة واعتبرت موضوع الندوة عبارة عن سوء فهم من طرف المنظمين وبالتالي يمسّ بشخصية محمد شكري ومكانته داخل الأدب المغربي. واعتبر بعض المثقفين أن هناك نوعاً من السلفية الثقافيّة الموروثة عن ثمانينيات القرن الماضي، لكنّها ما تزال منتشرة داخل الثقافة المغربية وتعمل دائماً على تأجيج مثل هذه الأفكار.
جدير بالذكر أنّ محمد شكري أشهر الكتابة المغاربة في العالم، بعد النجاح الكبير الذي حققه «الخبز الحافي» وترجمته إلى أكثر من 39 لغة عالمية لدرجة أنّ هذه الرواية بدت لاحقاً وكأنّها أثّرت على مسار المبدع في علاقته بفعل الكتابة حسب العديد من الباحثين. وساهم هذا الكتاب على جرأته ونباهة موضوعاته في تقديم صورة مختلفة عن محمد شكري «الماجن» و«المنحرف» الذي يكتب عن قاع المجتمع المغربي. بيد أنّ المتأمّل للروايات الأخرى لمحمّد شكري، سيكتشف العمق الذي تنضح به روايات من قبيل «وجوه» و«زمن الأخطاء» لأنّها تُبلور مفهوماً مغايراً عن براديغم الجسد وتمثلاته داخل الكتابة الأدبيّة المغربية.