وسيكون اللقاء على شكل ندوة يشارك فيها العديد من الباحثين، بحكم أهمية الموضوع وراهنيته. وذلك من أجل فهم التحولات العميقة التي مر بها هذا القطاع في السنوات الأخيرة. وتُعطي مثل هذه الندوات شرعية علمية، لأنّها تعمل على تفكيك القطاع وتبرز ممارساته اليوميّة. كما أنّ هذا القطاع عرف تحولات كبيرة على مستوى الممارسة واستطاع أنْ يخلق بتقاريره واستطلاعاته في مجال تتعلّق في مجملها بالسياسة والمجتمع. بل إنّ الإعلام أصبح يلعب دوراً أساسياً في الترويج للكثير من البرامج التي تشتغل عليها الدولة والمؤسسات في سبيل خلق حوار فعّال حولها. إذْ لا تتأتى نجاعة هذه النقاشات بين أطر تمثل المؤسسات الرسمية وأخرى من المجتمع المدني من أجل مناقشات خلاصات المشاريع الاقتصادية والاجتماعية.
حقق الإعلام المغربي طفرات جد هامّة على مستوى الممارسة، خاصّة حين يتعلّق الأمر بالمجال الرقمي، الذي نقل القطاع الإعلامي إلى مستوى آخر. بحيث نُشاهد في السنوات الأخيرة، تراجع كل ما هو مكتوب وشفهي لصالح الصورة. بل إن هذه الطفرة التكنولوجية باتت تشغل حيّزاً كبيراً داخل الإعلام المغربي، وتُعتبر من الرهانات المستقبلية بالنسبة لأيّ مؤسسة إعلامية. ذلك الجمهور أصبح يتفاعل مع الفيديوهات أكثر من المواد المكتوبة، ما يجعل هذه المؤسسات تُغيّر طريقتها في العمل والممارسة والتفكير.