ويُعد صاحب « علّي صوتك » من الوجوه السينمائية الكبيرة في المغرب. ذلك إنّ أفلامه السينمائية استطاعت أنْ تنتج خطاباً سينمائياً قويّ المعالم والرؤى. إذْ بمجرّد صدور فيلم سينمائي له تُرافقه موجة من النقد والسخرية وأحياناً السب والقذف. إنّ سينما عيوش عبارة عن صورة فنية مُشرعة على تحوّلات الواقع المغربي. صُوَر لا تستعرض الواقع كما هو، بقدر ما تغوص في شرايينه وتُعيد مركزته على عرش الصورة السينمائية. بهذه الطريقة يغدو الفيلم عبارة عن مختبرٍ بصريّ للتفكير في بعض من قضايا وإشكالات الواقع بطريقة سينمائية ممتعة. وبغضّ النّظر عن إمكانات صاحب « علي زاوا » التخييلية، فإنّ الناس عادت ما تنظر إلى سينما نبيل عيوش من الخارج، أيْ عبر ما تطرحه من موضوعات جنسية، لكنْ لا تنتبه إلى داخل العمل السينمائي وما يدور في مُختبره من صور وقصص وحكايات.
حضر عيوش في لقاء مريم التوزاني، لا كمُخرج سينمائي، بل كمُنتج لـ « أزرق القفطان ». تجربة يستفيد منها بدوره وترسم له أفقاً فنياً مُختلفاً لا كسيناريست أو مخرج، بل كمُنتج يُساهم في تكريسه بعض من أفكار ورؤى وأحلام المخرجة مريم التوزاني. خلق الفيلم بعد مُشاهدته جدلاً بين النقاد والباحثين والممثلين حول موضوع المثلية الجنسية الذي تُعالجه في صُوَرها وحكايتها من خلال سردٍ مُكثّف لا يقول شيئاً، بل يترك الجسد يقول كلّ شيء.