ويأتي اختيار صاحب « البحث عن زوج امرتي » وعياً من إدارة المهرجان بقيمة الرجل ومكانته داخل مرحلة هامّة لم تكُن فيها السينما المغربية قد بدأت ملامحها تتشكّل في العالم. فعمل التازي رفقة العديد من المخرجين على إنجاز مجموعة من الأفلام التي تتأرجح بين السينما والتلفزيون، لكنّها كانت مهمّة في رفع منسوب الإنتاج السينمائي الوطني، حتّى أصبحت السينما المغربية معروفة وتمتلك وعياً كبيراً بقيمتها من الناحية الجمالية. وشرع التازي منذ أفلامه الأولى مثل « أمينة » و »الرحلة الكبرى » و »جارات أبي موسى » لفت انتباه النقاد بعد عودته من دراسة السينما في باريس إلى قيمته كمخرج سينمائي سيصبح لاحقاً أحد رواد هذه الصناعة في المغرب. وتتميّز أعمال عبد الرحمان التازي في قدرتها على ملامسة الواقع والتعبير عنه بقوّة في عددٍ من الأفلام السينمائية الباقية في الذاكرة السينمائية الجمعية بالمغرب.
في عام 2022 أخرج التازي فيلمه حول السوسيولوجية فاطمة المرنيسي وأثار الكثير من الجدل، بحكم أنّ النقاد اعتبروه بعيدٌ عن سيرة الراحلة، مع العلم أنّ العمل السينمائي كيفما كان غير مطالب بتصوير دقيق للواقع ومحاكاته بطريقة ميكانيكية، بل يُحتّم على المخرج الدخول صوب عالم التخييل البصري الذي يجعل العمل السينمائي فناً وليس شيئاً آخر.