ويأتي سياق هذه الندوة احتفاءً بـ 300 سنة على ميلاد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، إيماناً بالدور الكبير الذي لعبه هذا الفيلسوف في تحريك الفكر العربي الحديث منه والمعاصر ودفعه إلى الاهتمام بقضايا ظلّت في حكم اللامفكّر فيه. ومنذ كتاباته الأولى لفت كانط اهتمام الفلاسفة خلال القرن الثامن عشر، حيث أثّرت أفكاره ومواقفه ونظرياته في الموروث الفلسفي الأوروبي. وإلى حدود الآن ساهمت كتاباته في التأثير في راهن الفكر العربي في قضايا تهتمّ بالأخلاق والعقل والجمال وغيرها. وعلى مدار قرونٍ خلّت ظلّت نظريات كانط تستأثر باهتمام الفلاسفة، باعتبارها أفكاره تُشكّل نسقاً فكرياً لا يُمكن للباحث أو المفكّر أنْ يحيد عنه في سبيل الكتابة والتفكير في قضايا سبق لكانط أنْ اهتمّ بها وكتب عنها ودرّسها داخل الجامعة.
يُشارك في الندوة التي يُنظّمها مختبر الفلسفة وقضايا العصر عدد من الأكاديميين والباحثين مثل عبد اللطيف فتح الدين وابتسام براج وخالد لحميدي وأحمد القرحان ومحمد منادي إدريسي ويوسف أشلحي والحسن سليماني وعبد المجيد باعكريم وعز العرب لحكيم بناني ونبيل فازيو وسعيد بنتاجر ومحمد الشيخ وعبد الله ورد ومحمد الأشهب وعبد العالي معزوز. أما المواضيع التي ارتأى الباحثون التفكير فيها فإنها لا تحيد عن إمكانية توظيف فكر إيمانويل كانط في السياق الراهن الذي نعيشه. وهي نظرةٌ فكرية تروم إلى تفكير براغماتي للاستفادة من كتاباته ومحاولة استيعابها وتوظيفها في سياق عربي متحوّل، رغم ما تطرحه هذه الفكرة من أفكار وأسئلة حول ما إذا كان الأمر يستحقّ ذلك.