في هذا الكتاب يتأمّل يقطين سردية فلسطين من خلال ثنائية الحرب والسلام، إذْ يسعى الباحث وفق منظور مختلف على تقديم كتابة تحليلية تجد مرجعها في النقد الثقافي، حيث يصبح فعل الكتابة هنا موقفاً حقيقياً تجاه الذات والواقع والذاكرة. إنّ كتاب سردية طوفان الأقصى، يُظهر بشكل أقوى علاقة الكتاب والمثقفين المغاربة مع القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مركزية وأساسية في مرجعيات المثقفين. لذلك فإنّ مثل هذه المؤلفات تأتي بوصفها شهادة حقيقية عن علاقة آسرة تظلّ ممتدة لسنوات طويلة. لقد ناضل جيل السبعينيات في أنْ تكون فلسطين حاضرة في الابداع الأدبي، شعراً وقصّة ورواية. كما عمل العديد من المخرجين على تناول سيرة فلسطين والتفكير فيها سينمائياً وفق زاويا نظر مختلفة تُقدّم بصورة أصيلة ما ذا تعني فلسطين بالنسبة للمغاربة.
يقول يقطين عن كتابه الجديد « دفعني طوفان الأقصى ومتابعتي لتداعياته التي تقدم صورة جديدة عن الإنسان المعاصر، أنْ رأيت الحرب موضوعاً يتطلب منا بحثاً جدياً حول علاقته بالسلام، وكان هذا السؤال مؤرقاً: هل لا يمكن لأحدهما أن يكون بدون الآخر؟ ومتى طال أمد غياب أحدهما هل من الضروري أن يتقدم بعضهما ليملأ الجو حرباً أو سلاماً. تبين لي أن هذه العلاقة التبادلية بين الحرب والسلام، تعم كل جوانب الحياة، فلا شيء يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وفي ذلك تجسيد واضح للزمن المتبدل أبداً ودوام تالحال من المحال. وما يجعل من الحرب موضوعاً للسرديات يكمن في كون العلوم الإنسانية والاجتماعية تتناوله من زاوية التاريخ أو الاقتصاد أو أثره في الحياة الاجتماعية بصفة عامة ».
