في حواره هذا، لا يتردّد صاحب «لالة فاطمة» في الإشارة إلى نماذج هامّة من أعماله الفنية، سواء كانت تلفزيونية أو سينمائية أو حتّى مسرحية. إذْ يرى بأنّ الاشتغال في هذه المجالات كلّها يدعو إلى اشتغال مُكثّف وفهم عميق للحدود بين هذه المجالات. ويعتبر العروسي أنّ المسرح لا يسعى جاهداً إلى الاشتغال فيه هو نموذج المسرح الاجتماعي الذي يجعل من الموضوع أفقاً فكرياً. فهو لا يهمّه التجريب الفنّي، بقدر ما ترتكز تجربته على الجانب الموضوعاتي الذي يخلق سجالاً حقيقياً مع المتلقّي ويدفع الناس إلى مشاهدة المسرح، كما هو الحال مع مسرحيته الجديدة «دار العجزة».
وعن وضعية المسرح اليوم، يرى العروسي أنّ المقاعد فارغة وهناك عزوف كبير عن المسرح مقارنة بالتلفزيون والسينما ومردّ ذلك في نظرك إلى غياب المسرح، باعتباره ثقافة تُكتسب من الطفولة والصبا. وبالتالي، فتكريسها داخل برامج تعليمية من شأنه أنْ يُساهم في الرفع من قيمة المسرح لدى المغاربة والإيمان به بوصفه ضرورة مُلحّة في حياتهم اليوم. كما كان الأمر في سنوات خلت، حيث كان للمسرح أهمية بالغة في النسيج الثقافي والناس تحضر من مدن أخرى لمشاهدة مسرحيات ونسج علاقة صداقة معها.
ويرى صاحب «سي مربوح» الدعم الرسمي لوحده غير كافٍ بالنسبة للمسرح حتّى يظلّ على المَشهد الثقافي، رغم أنّه يستحيل كتابة وإخراج وأداء مسرحية بدون دعم الدولة. لذلك يرى بأنّه آن الأوان للاستثمار في المجال المسرحي ودعمه من جهاتٍ أخرى، حتّى يستطيع النهوض بوضعيته ويُساهم في خلق تجربة مسرحية قوامها الإبداع والابتكار.