بمناسبة صدور كتابه الجديد "سبع رسائل إلى صالح بن طريف" (2022) كان لـ le360 هذا الحوار الخاصّ مع صاحب "شعرية الرواية الفانتاستيكية" باعتباره من الأسماء الأدبيّة التي أعادت الاعتبار إلى الهامش المغربي، انطلاقاً من روايات ومتونٍ نقديّة ونصوص رحلية تُعيد للكتابة الأدبية بهجتها وتجعلها تخرج من البعد المركزيّ الذي تأسّست عليه. وهذا الأمر، ما حاول حليفي الدفاع عنه في كتابه هذا الذي بدا من خلاله وكأنّه يُعيد كتابة منطقته وينتقد الميثولوجيات السحيقة التي عمّرت طويلاً في ذهنية القارئ المغربي حول إمارة بورغواطة والجدل السياسي الذي خلقته من خلال زعيمها صالح بن طريف.
يرصد حليفي في الكتاب عدّة تقاطعات بين الشعري والسردي والشعبي والتاريخي، بحيث يُسافر عبر خطاب مُركّب في تاريخ منطقة "تامسنا" ويُعيد بناء أحلامها ومواجعها بطريقة تجعله يخترق الكتابة التاريخيّة الصارمة وفق نفسٍ أدبي، لا يتقيّد بالأساس المعرفي فقط، ولكنّه يطلق العنان للجسد حتّى يقول كلمته. لهذا لا يدّعي صاحب "زمن الشاوية" أنّ هاجسه لا يتمثّل في الكتابة التاريخيّة، وإنّما الكشف بطريقة أدبية عن المنسيّ في كتابة هذا التاريخ، بما يمنح للكتابة الأدبيّة لغتها الخاصّة في طريق مواضيع وإشكالات لم يطرق بابها المؤرّخ.
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط