في حواره الخاصّ مع Le360 يرى عبد القادر الشاوي بأنّ "العمل الدبلوماسي انتهى باكراً والأدب هو الذي ظلّ حاضراً منذ نهاية الستينيات والفرق بينهما واضح وطبيعة المهمة مُختلفة تمام الاختلاف، فالاستمرارية للرأس والعقل والقلب، أكثر منها للإدارة أو الوظيفة".
ويعتبر الشاوي بأنّ هذه "الاستمرارية في علاقتها بالأدب في تجربته الخاصّة، تتّخذ نزعة وجوديّة أكثر من كونها وظيفية". ما يعني أنّ للأدب هو القادر على البقاء، بحيث يقود الفرد إلى البحث عن ذاته والقبض عن معنى لها داخل مجتمعه وتاريخه الخاصّ.
ما يعني أنّ وظيفة الأدب، ليس تجميلاً للواقع أو تقديم بورتريه مُميّز للشخصية، بقدر ما يُعدّ كشفاً حقيقياً للذات في علاقتها بالذاكرة، لكونه يُكوّن صورة وجوديّة عن الشخص وأفكاره ومواقفه.
وعن معرضه الفني الأخير بطنجة بالنسبة له ككاتب وأديب، يقول الشاوي، أنّه منذ طفولته كان "يرسم لنفسه، وبعدما جاءت المناسبة عن طريق الفنان سعيد المساري أردنا أنْ نخرج هذه الرسومات إلى العلن مع مجموعة من الأصداء". ومع ذلك فإنّ عبد القادر الشاوي يرى نفسه ليس فناناً تشكيلياً بالمعنى المُتداول، وبالتالي فهو يرسم ما يحلم به. على هذا الأساس، فإنّ الرسم في هذه الحالة يغدو امتداداً عميقاً لفعل الكتابة، في لحظةٍ يتعثر الحكي كتابة والتعبير عن أرق الذات ومواجعها، فيُصبح الرسم مُختبراً للتفكير وإعادة بناء العالم وفق طرقٍ أخرى من الحلم والتعبير.
وعن تفسير هذا التعدد في جسده بين الرسم والكتاب، يرى أنّ الإنسان بطبعه يحمل هذا التعدد في كيّانه، لغوياً وثقافياً وتخييلياً واجتماعياً. فالتعدّد بالنسبة له "صفة كامنة في كلّ واحدٍ منّا" غير أنّ الاختلاف كامنٌ في أنّ البعض يُظهر ذلك التعدّد لألوانه المُختلفة أو العكس.
تصوير وتوضيب: أحمد الشقوري