بمناسبة مُشاركته في لقاء "الآداب المترحلة" بمدينة فاس المغربيّة، كان لـle360 هذا اللقاء المعرفي معه، حيث اعتبر صاحب "منهك على الصليب" أنّ وصول ديوانه هذا إلى القائمة القصيرة لجائزة سارة ماجواير، "لا يعرف إذا كان ذلك تتويجا مُستحقا، لكنّه وصل إلى 5 جوائز عالمية، لذلك فهو ينظر إلى هذه الجوائز كنوعٍ من الكرم للبيئة الثقافيّة وعوالمها".
وتجدر الإشارة إلى أنّ درويش، هو واحدٌ من التجارب الشعريّة النوعية التي تتغذى تلقائياً من الذاكرة العربيّة وموروثها، لكون قصائده عبارة كتابة مُلتصقة بمسام الذاكرة الفلسطينيّة، إذْ يُخيّل للقارئ أنّ أعماله بلا ريب قصائد فضاءٍ بامتياز، حيث تتحرّر اللغة من راهنها لتُطلّ من شرفة التاريخ، فالنصّ مُحمّل بمعرفةٍ معاصرة، لكنّه مُضمّخ بجُرح الذاكرة وأهوالها. وحتّى بانتقال نجوان إلى المقالة الثقافيّة، يُهرّب خزّانه الشعري، صوب رصد وتحليل قضايا ذات علاقة بالثقافة العربيّة وتقاطعاتها مع نظيرتها الغربيّة.
وعن سؤال الحلم الذي يُراوده كلّ ليلةٍ عن المغرب، فيقول: " العدالة الاجتماعية ومصير الأطفال بالعالم العربي ككلّ". ويحكي نجوان أنّ علاقته بالمغرب قديمة منذ الأندلس، التي انتقلت كثقافة مُؤثّرة في تاريخ البلاد العربيّة ككلّ. وتبرز هذه العلاقة قويّة وبارزة وتنضح بالتجديد والتجدد داخل كتابات نجوان، الشعريّة والنقديّة منها، لكونها خطابٌ معرفي قويّ يتشكّل من الذات ويتشعّب داخل مجالات مُتعدّدة من المعرفة تخترق البيئة الفلسطينيّة لتُقيم علاقة عشقٍ ومحبّة مع الثقافة المغربيّة.
ففي مقالات نجوان وأشعاره تتبدّى جيّداً ذلك العشق الآسر لقصائد الشاعر المغربيّ عبد اللطيف اللعبي، باعتباره مُناضلاً وشاعراً كونياً يمتلك وعياً كبيراً بتاريخه ونصوصه وثقافته. وعن سؤال العلاقة به، يقول نجوان: "أنا سعيد لكوني في مدينته، خاصّة وأنّه قد أخبرني منذ سنوات في القدس حين كُنّا نتجوّل في البلدة القديمة بأنّ القدس تُشبه فاس القديمة. لذلك كُنت أستعيد خلال تجوالي البارحة، لأنّ قصائد اللعبي بالنسبة لي في قلب معنى التضامن الإنساني".
تصوير وتوضيب: أحمد الشقوري