فهي لم تعمل على إعادة غناء الريبرطوار الغنائي العربيّ، كما فعلت أسماء عربيّة كثيرة، وإنّما ساهمت بذائقتها الفنّية وحساسيتها الجماليّة، في اجتراح أفق غنائي جديدٍ ومُغاير للأغنية وجعلها تتنزّل منزلة عميقة داخل الموسيقى المعاصرة. لقد عملت عبير نعمة، من خلال صوتها الأوبرالي وأدائها المُميّز داخل الكليب، على التكسير من حدّة الثالوث (نانسي، إليسا، هيفاء) حتّى غدت أغانيها مُتداولة في وجدان المُستمع العربي وتحصد عدد مُشاهداتٍ عاليةٍ، لما تتميّز به أغانيها من تجريب فنّي يقودها إلى البحث عبر أغاني البوب عن لغةٍ غنائية جديدة أكثر تعلّقاً وانغماساً في الزمن المعاصر.
في هذا الحوار الخاصّ مع le360 ترى المطربة والنجمة اللبنانيّة عبير نعمة بأنّ أغنيتها الجديدة "إعمل ناسيني" باللهجة المصرية، لا تتحكّم فيها سوى نوازع جماليّة، جعلتها تُجرّب اللهجة المصرية، باعتبارها لهجة تربينا عليها كمواطنين عرب وأيضاً على موسيقاها، فهي ترى بأنّ أولى علاقتها بالموسيقى المصرية، كانت مع كل من أم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش وغيرهم.
لذلك ترى صاحبة "بلا منحس" بأنّ هذه اللهجة إضافة إلى كلّ فنّان في مسيرته الغنائية. كلّ هذا راجع في نظر عبير نعمة إلى الدور الذي لعبته السينما المصرية في تقريب لهجتها من الناس، وجعلتهم ينسجون معها صداقة مُحبّبة بسبب ذيوعها وسهولتها.
وعن سؤال علاقة الفنّانة بالمغرب، فهي تقول بأنّ أوّل ما تسمع المغرب يتبادر إلى ذهنها "الناس الحلوين، وهم في يعتبرون في نظرها أساس البلد، خاصّة بسبب صداقاتها الكثيرة في المغرب" كما تقول عبير نعمة بأنّها "صوّرت وثائقي عن موسيقى الشعوب وزارت العديد من المناطق داخل المغرب وتعرّفت على تاريخه وجغرافيته وناسه وكافّة ثقافته العريقة. لذلك تعتبه عبير بلدا ساحر من الناحية الفنّية كما هو الحال مع الموسيقى الأندلسية والأمازيغية واللهجات المُتعدّدة وعاداته وتقاليده وآلاته الموسيقيّة والزيّ المغربيّ".